القاهرة - العهد - الحياة / فتحي صبّاح : رجحت مصادر قيادية في حركة «فتح» طي صفحة الخلافات بين الرئيس الفلسطيني، رئيس حركة «فتح» محمود عباس، وبين أمين سر الحركة، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي خلال الأيام القليلة المقبلة. وتوقعت «تعيين القدومي عضواً في اللجنة المركزية للحركة في ضوء انهاء الخلاف» بين الزعيمين التاريخيين المؤسسيين للحركة. ولمحت الى أن «القدومي لم يغامر باسمه وتاريخه من خلال ترشيح نفسه لعضوية اللجنة المركزية، ومن المرجح اختياره من بين الأربعة الذين سيتم تعيينهم في اللجنة».
وكان المؤتمر السادس لحركة «فتح» الذي بدأ أعماله في مدينة بيت لحم في الضفة الغربية الثلثاء الماضي، قرر أخيراً انتخاب 18 عضواً من خلال الاقتراع السري المباشر، اضافة الى اختيار أربعة بالتعيين.
وقالت المصادر إن «تعيين القدومي سيكون نتيجة حل الخلافات بين الرجلين بعدما تدخل عدد من القياديين من الحرس القديم في الحركة لجهة طي صفحة الخلافات بينهما». وأضافت أن «اشارات حل الخلافات ظهرت في كلمة عباس في المؤتمر أول من أمس عندما قال للقدومي: أنت أخانا». وفسر القيادي «الفتحاوي» ما قاله الرئيس في كلمته عن أن «فتح» كادت تتعرض الى انشقاق قبل نحو شهر،
وقال إنه «كان يقصد ما نشره القدومي» من أن عباس والقيادي في الحركة محمد دحلان متواطئان مع اسرائيل في اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وقال عباس في كلمته: «قبل نحو الشهر، كدنا أن نتعرض لعملية انشقاق، وكان واضحاً أن معالم هذا الانشقاق بدأت تظهر، والعالم حاول أن يبدأ في نعي فتح ويقول إنها انتهت وانشقت وكبارها اختلفوا وتفرقوا، لكن فتح رقم صعب، حاولوا ان يتاجروا بأسماء كبيرة لامعة لها تاريخ وبصمات ليقولوا نحن هكذا».
وأشار عباس إلى أن القيادي العائد من تونس محمد غنيم (أبو ماهر) و(القيادي سليم الزعنون) أبو الاديب أصرا على أن يبقيا في فتح ومع فتح، وقالا نحن هنا ولسنا هناك، مع رجالنا وجنودنا مع أسرانا وشهدائنا، هنا سنبقى، هنا سنقاتل في أرض الوطن، وسنبقى نقاتل لنؤكد للعالم أن فتح غير قابلة للانقسام». ووجه عباس حديثه إلى القدومي قائلا: «نحن بشر، وكلنا يخطئ ويصيب، وكلنا خطّاؤون وخير الخطّائين التوابون، وأنت تبقى أخانا، عاشت فتح، عاشت فلسطين، عاشت منظمة التحرير الفلسطينية».
حلس
الى ذلك، فاجأ القيادي البارز، عضو المجس الثوري لـ «فتح» أحمد حلس انصار الحركة أمس بسحب ترشيحه لعضوية اللجنة المركزية، وقال: «لن أرشح نفسي لعضوية اللجنة المركزية لضرورة أن تمارس الأجيال في فتح حقها في قيادة الحركة ودفع مسيرة العمل فيها بخطى واثقة وقادرة على مواجهة الصعاب».
ودعا حلس في بيان صحافي أمس «المشاركين في مؤتمر فتح السادس الى أن يغلبوا قانون المحبة، وأن يكون التنافس (بينهم) على قاعدة المصلحة العليا لفتح هو النهج والسلوك». واضاف لـ «الحياة» أنه كان يتمنى أن «تكون الانتخابات تنافساً بين البرامج في الحركة وليس تنافساً شخصياً، وأن يفوز البرنامج الوطني الذي يعيد الحركة الى مكانتها». وأضاف أن لديه «ملاحظات على المؤتمر، منها أنه ركز على العملية الانتخابية أكثر من التركيز على البرامج والسياسات، وهذا ينتقص من أهمية المؤتمر بعد 20 عاماً من الانتظار».
وأعرب عن أمله في أن «تكون نتائج العملية الانتخابية خطوة ايجابية لتصويب أوضاع الحركة في اتجاه اعادة تصحيح العلاقة بينها وبين جماهيرها والأمة العربية وأنصارها». وشدد على ضرورة الاعتراف «بأن هناك فجوة في العلاقة بين الحركة وجماهيرها وأنصارها في الأمة والعالم، وعلينا أن نبحث الأسباب الحقيقية لهذه الفجوة وأن نسعى الى ايجاد معالجات سليمة لها». وأكد أنه «يجب اعادة النظر في علاقة الحركة بنفسها وشعبها وحماس التي هي جزء من شعبنا