فتحاوي عريف
عدد المساهمات : 186 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: أمم الأعراق أم أمة الإسلام !! الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 7:34 pm | |
| بقلم: عمر عبد الهادي أيلول 2009 لا يلام العربي عندما يعتز بانتمائه القومي ولا يلام التركي بنسبه للجنس التركي ولا لوم على تمسك الفارسي بقوميته وكذلك الأذري والبلوشي والكردي والأندونيسي والماليزي والأمازيغي الى آخر القائمة من أقوام المسلمين المتواجدين في جهات العالم الأربع , ومن حق الأقوام التي تشارك أعراقا أخرى في تراب الوطن الواحد أن تتمسك بلغة قومها وبتراثه وبالحميد من عاداته الموروثة وغني عن الذكرأن المواطنة هي حق أصيل لأبناء الوطن الواحد مهما تنوعت أديانهم ومذاهبهم وأعراقهم .
وفي هذا المقال نتناول الاقوام المسلمة القاطنة في ارض الله الواسعة ونخص بالذكر البلاد المسلمة الممتدة من طنجة حتى جاكارتا (دون إهمال منا لحقوق الأقوام من غير المسلمين) وذلك من أجل إلقاء الضوء على الجدلية (التي تبدو أزلية) وأعني جدلية أولوية الإنتماء أهي للعرق أم للدين..!!
وبعودة المسلمون للقرآن , كتابهم المقدس ومرجعهم الأول والأساس ليحتكموا اليه يجدون أنفسهم أمام قوله تعالى مخاطبا لجميع الناس: "يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم أن الله عليم خبير" (سورة الحجرات آية 13) ثم قوله تعالى مخاطبا المؤمنين "يا ايها الذين آمنوا لا يسخرقوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم" ( أول الأية 11 من سورة الحجرات) .
وهذه الآيات القرآنية المباركة تنبؤنا بحق المسلم بالتمسك بقوميته وبعرقه وبعدم وجود حرج يحول بينه وبين إنتمائه لمنبعه العائلي او القبلي . ونلاحظ أن الآية الكريمة الأولى تخاطب الناس جميعا والثانية تخاطب المؤمنين , أوليس الأحرى بنا نحن المسلمون حملة كتاب الله وحملة رسالة الإسلام الخالدة أن نعمل بمقتضى تلك الآيات البينات ثم نستجيب بل نذعن لأمره تعالى ونقرطائعين بحقوق جميع الاقوام في الإعتزا؟؟؟؟أعراقها وبلغاتها وتراثها وبأنه ليس هناك أفضلية للعربي على الكردي او الفارسي او الأمازيغي أوعلى غيرهم من الأقوام وأن علينا أن نمتثل لأمرالله فلا نفاضل بين الأجناس والاعراق إلا بالتقوى .
وفي كتابه العزيز يقول تعالى (آية 110 سورة أل عمران) " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون". يعلمنا الله في هذه الآية الكريمة أن أمة الإسلام هي خيرالأمم وجعل الله الباب مفتوحا لجميع بني البشردون الإلتفات لأجناسهم وألوانهم وأعراقهم للإلتحاق بأمة الإسلام ليكونوا جزءا من خيرأمة أخرجت للناس وللعالم.
لا بد ان نفهم من سياق الآيات الكريمة التي سبق ذكرها أن الله أراد لنا التمسك بأمة الإسلام أولا لكنه ترك لنا الحق في الإعتزا؟؟؟؟أعراقنا وأقوامنا وألسنتنا ويفهم من السياق عدم وجود تناقض بين الأمرين وفي قوله "لتعارفوا" يدعو الخالق جميع الأقوام والأعراق المسلمة وغيرالمسلمة الى التعامل فيما بينها بالرفق والحسنى بعد أن يتسلحوا بالتقوى, أوليس الأجدر بنا نحن المسلمون ونحن خيرالأمم أن نتسامى فوق العصبيات العرقية ثم نتسابق فيما بيننا لإنشاء أمة إسلامية واحدة متماسكة وتتسع لجميع الأعراق والأجناس , أوليس الأولى لنا نحن العرب أن نحتضن الأجناس غيرالعربية المشاركة لنا في تراب الوطن ثم نمد أيدينا لجوارنا المسلم من فرس وأتراك وأفارقة وغيرهم.
ألا يعيبنا ان البعض يتطاول عل جوارنا من المسلمين وخاصة الفرس فينعتوهم بالمجوس؟ أي إفتراء أعظم من هذا القول وأي ظلم نلحقة بمسلمين أخوة لنا أكبرمن هذا الظلم !! كيف يتناسى هذا البعض الظلامي "البشرى" التي نبأنا بها رسول الله في غزوة الخندق بحضورالصحابي الجليل سلمان الفارسي حين قال: اني أرى فتح بلاد فارس لتلتحق بالإسلام وقد تحققت نبوءته في عهد الخليفة الراشدي عمربن الخطاب(رض). فهل كانت نبوئة رسولنا - ماعاذ الله - عبثا ولهوا؟
| |
|