محمد المشرف العام
عدد المساهمات : 1001 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 الموقع : alasaalah.ahlamontada.net
| موضوع: ما معنى الدولة اليهودية!! الإثنين سبتمبر 28, 2009 11:50 am | |
| الكاتب صالح القلاب
كما أن بنيامين نتنياهو يصر ويواصل الإصرار على تمسكه بمطلب اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل ويرفض العودة لحدود الرابع من حزيران (يونيو) العام 1967فإن الفلسطينيين بدورهم يجب أن يصروا ويواصلوا الإصرار على أن هذا لا يمكن أن يكون وعلى الإطلاق وليحصل ما يحصل فهذا شرط من لا يريد السلام والهدف واضح ومعروف حتى لأحول البصر والبصيرة وهو التخلص من فلسطينيي 1948 لتبقى هذه الإسرائيل هي '' الغيتو '' الجديد الكبير لليهود الذين ذاقوا مرارة '' الغيتوات '' في أوروبا كأقلية دينية وسط بحر المسيحية الكبير.
يجب أن يصر الفلسطينيون وعليهم أن يواصلوا الإصرار على عدم التنازل ولو عن شبر واحد من حدود الرابع من حزيران (يونيو) وعلى قيام دولتهم المستقلة وفقا لهذه الحدود وعاصمتها القدس الشريف (القدس الشرقية) كما وعليهم أن يتمسكوا بحق العودة وفقا للقرار الدولي رقم 194 وبأن التعويض لا تنازل عنه وأن مصير مستوطنات الضفة الغربية يجب أن يكون كمصير مستوطنات سيناء ومصير مستوطنات قطاع غزة.
ليشترط نتنياهو ما يشاء وليقل ما يحلو له فالشعب الفلسطيني هو صاحب الحق وهو لن يتنازل عن هذا الحق ثم وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي فإنه عليه أن يضع في اعتباره أن يأتي يوم يطالب فيه رئيس أميركي بالاعتراف بالولايات المتحدة الأميركية كدولة بروتوستانتية ولأتباع المذهب البروتوستانتي فقط ويطالب رئيس وزراء بريطاني ببريطانيا العظمى كدولة إنغليكانية ورئيس فرنسي بفرنسا كدولة كاثولوكانية وكذلك إيطاليا ويطالب فيه رئيس روسي بدولة أرثوذوكسية وكذلك اليونان.
وهذا معناه أن اليهود سيفقدون كل حقوقهم في أميركا إن هي تحولت إلى دولة دينية بروتوستانتية وكل حقوقهم في بريطانيا إن هي تحولت إلى دولة مذهبية إنغليكانية وكل حقوقهم في فرنسا إن هي تحولت إلى دولة مسيحية كاثوليكية وكل حقوقهم في روسيا إن هي تحولت إلى دولة أرثوذوكسية.
إن مطالبة الفلسطينيين بدولة مستقلة لهم ليست مطالبة دينية مذهبية متخلفة ورجعية فالمسيحيون بكل مذاهبهم يشكلون جزءا أصيلا من الشعب الفلسطيني ثم وهناك يهود فلسطينيون بالإمكان أن تكون الدولة الفلسطينية دولتهم وهناك ''السمرة'' الموسويون في نابلس وهناك بعض المستوطنات التي تقتضي عملية السلام أن تكون قرى بكل سكانها تابعة لهذه الدولة الفلسطينية.
ليس في مصلحة الإسرائيليين، الذين يحمل جنسيتهم الإسرائيلية الآن أكثر من مليون من العرب بعضهم مسلمون وبعضهم مسيحيون وبعضهم دروز وبعضهم بهائيون، أن تكون دولتهم دولة يهودية مغلقة فالعصر هو عصر الإنفتاح والعولمة ثم وإن هذه الدولة التي يريدها نتنياهو لن تكون وفي أحسن الأحوال إلا بمثابة '' غيتو '' كبير يعيش عزلة مقيتة ليس في هذه المنطقة فقط وإنما في العالم بأسره.
إنه من غير الممكن أن تكون هذه الدولة التي يطالب بنيامين نتنياهو الفلسطينيين الإعتراف بها كدولة للشعب اليهودي إلا دولة دينية مقفلة وبغيضة ومعاكسة لحركة التاريخ والمفترض أن يدرك الإسرائيليون أن تحول دولتهم التي تأسست كدولة علمانية إلى نمط ديني مغلق سوف يعيدهم إلى وضعية الـ '' غيتو '' التي كانت نتائجها كل ما قيل وما يقال عن '' الهولوكوست '' والمحرقة والإبادة العرقية.
عن الراي الاردنية
| |
|