محمد المشرف العام
عدد المساهمات : 1001 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 الموقع : alasaalah.ahlamontada.net
| موضوع: السماء داكنة.... الوقت استيطان الإثنين سبتمبر 28, 2009 11:09 am | |
| [url=http://www.maannews.net/arb/Search.aspx?AUTHOR=عيسى قراقع]الكاتب: عيسى قراقع[/url] الهجمة الاستيطانية متواصلة بشكل محموم في الأراضي الفلسطينية، إنها حرب فرض الأمر الواقع، تغيير على الأرض لإنهاء الحلول العملية وبقاء هذه الحلول مجرد كلام بين الكبار فقط.
الإسرائيليون لم يعودوا يبنون المستوطنات سرا أو ليلا، لنصحو في الصباح فنجد أن المكان قد تغير، وإنما بدأوا يحتفلون مبتهجين بإقامة هذه المستوطنة أو تلك، إنه ابتهاج بتعميق الاحتلال الى أبد الآبدين.
قرارات الحكومة الإسرائيلية تعلن رسميا وجهرا عن مشاريع بناء مئات الوحدات الاستيطانية والسكنية وعن رصد الملايين لذلك، وقد وجه راديو إسرائيل الدعوة لإقامة حفل وضع حجر الأساس لحي استيطاني جديد في القدس يوم 7/9.
وإذا كان السلام المطروح في كافة المبادرات الدولية والإقليمية والعربية يتعلق برؤية إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة قابلة للحياة، فإن وزير الجيش الإسرائيلي ايهود براك أعلن أنه سيتم بناء 450-500 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية ردا على هذا السلام الوهمي الذي يفتقد الى أقدام على الأرض.
الحقائق الاستيطانية في الضفة الغربية مخيفة، فقد أعلنت حركة السلام الآن أن نسبة الاستيطان في الضفة الغربية وصلت الى 60 % عن عام 2007 وأن عدد المستوطنين وصل الى 600000 مستوطن في الضفة والقدس.
السماء داكنة والوقت استيطان، والتقارير الدولية التي تحذر من الوقائع العملية على الأرض تغلق تماما الحل السياسي المنشود، و لم تعد لها قيمة أمام السعي الإسرائيلي المحموم لإعطاء صبغة شرعية للاستيطان وفرضه كحقيقة واقعة يجب التعامل معها.
أن مساحة المستوطنات المقامة في الضفة الغربية قد زادت بنسبة 85 % بين العامين 1996- 2007 حسب تقرير الأمم المتحدة، والحياة تضيق كما الأرض، والتقارير الصادرة عن عشرين منظمة غير حكومية تقول أن اللجنة الرباعية الدولية من أجل الشرق الأوسط عاجزة تماما عن تحسين ظروف حياة الفلسطينيين وتوسيع آفاق السلام.
إن وقف الاستيطان أصبح هو المحك لمدى مصداقية الإدارة الأمريكية الجديدة التي أعلن رئيسها أن الاستيطان غير شرعي، وفاصلا واضحا بين استمرار الصراع وبين السلام العادل الذي أقرته كافة الاتفاقات والمبادرات الإقليمية والدولية.
الرد الإسرائيلي على وثيقة إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة كان مزيدا من قرارات بناء المستوطنات والوحدات السكنية في الضفة الغربية والقدس، إنه سباق مع الزمن لتقويض الفرصة أمام الجدارة الفلسطينية والتحدي الفلسطيني القادر على بناء الدولة والمؤسسات والمجتمع المدني الفلسطيني.
المفاوضات الثنائية أصبحت لا جدوى منها في ظل المواقف الإسرائيلية والمخادعة، ووجود مرجعية دولية لرعاية أية مفاوضات قادمة كما طالب بذلك الرئيس أبو مازن هو محاولة في الاتجاه الصحيح للتحرر من شروط و املاءات القوي على الضعيف ووضعه أمام مسؤولياته بالالتزام بالشرعية الدولية.
السماء فوق فلسطين داكنة، ظلال استيطان على الأرض التي تحولت الى سجون متراصة، تجعل كل ما يقال وهما وسرابا، وتحدد الطريق القادمة نحو صراع مع المستوطنين والمستوطنات، بين السكان الأصليين والغرباء، ربما هي انتفاضة مختلفة قادمة ولكنها ستكون أكثر دموية وقسوة عن كل مراحل الصراع السابقة.
إن بناء المستوطنات لا يعني فقط مزيدا من المستوطنين ونهبا أكثر للأرض، بل يعني تجفيف المياه، وزيادة نسبة الفقر والبطالة، وإعاقات في الحركة بسبب الحواجز والشوارع الالتفافية، ومزيدا من هدم البيوت واقتلاع الأشجار، ومزيدا من الشهداء والمعتقلين.
السيطرة على حياة الفلسطينيين وتجفيفها الى أبعد مدى هو عنوان سياسة حكومة نتنياهو ومؤسسته العسكرية والأمنية ، وقد وصل الاستهتار فيها الى مصادقة ايهود براك على بناء 37 وحدة استيطانية إضافية شمال الضفة الغربية. عشية انتهاء أوباما من خطابه أمام الجمعية العامة والتي أكد فيها أن مواصلة الاستيطان غير شرعي.
الموقف السياسي الفلسطيني الرسمي لا زال صلبا في هذه المسالة وينقصه أن يتحول الى موقف شعبي يساند القرار السياسي ومزيدا من التحرك الدولي للجم حكومة إسرائيل عن مواصلة احتلالها الاستيطاني المرعب للأرض الفلسطينية.
ليكن هناك آليات مختلفة، ليس فقط توقيف المفاوضات وتجميد اللقاءات، وإنما رؤية إستراتجية جديدة لإنقاذ المكان وتغيير مختلف في البرنامج السياسي.
من حقنا أن نظل نسال ألف مرة هل الدولة قابلة للحياة في الضفة الغربية في ظل النشاط الاستيطاني، أم أن فكرة الدولتين أصبحت محل إعادة نظر أمام التوجه السياسي الإسرائيلي بضم الضفة الغربية وإعطاء التجمعات السكانية الفلسطينية فيها مجرد حكم ذاتي ناقص السيادة والكرامة والاستقلال.
| |
|