رام الله-الرئاسة الاعلامية- قررت الحكومة خلال جلستها الأسبوعية اليوم، تمويل بناء وتجهيز وتشغيل 'متحف ياسر عرفات'، وتخصيص منحة بمبلغ 2 مليون دولار لمؤسسة ياسر عرفات التي تتابع بناء المتحف للبدء بتنفيذ المرحلة الأولى من إنشائه
وكان سيادة الرئيس محمود عباس قد وضع حجر الأساس لبنائه في الذكرى الرابعة لرحيل القائد الرمز، ووضع تصاميم بنائه المهندس الفلسطيني المبدع جعفر طوقان، وسيقام المتحف بجوار الضريح وسيتم ربطه بالمكتب الخاص بالرئيس الراحل من خلال جسر معلق.
وسيلخص المتحف محطات أساسية في التاريخ الفلسطيني المعاصر من خلال سرد سيرة القائد الرمز ضمن ثلاث مراحل زمنية من تاريخ القضية الفلسطينية، الأولى تبدأ من أواخر الأربعينيات وحتى منتصف الستينات وترتبط بالنكبة والشتات، وتشمل التحاق الشهيد الرمز أبو عمار بصفوف الجهاد المقدس مع الشهيد القائد عبد القادر الحسيني، ومن ثم عمله في تأسيس رابطة الطلاب الفلسطينيين ونشاطاته الوطنية خلال دراسته الجامعية في القاهرة، ودوره أثناء عمله في دولة الكويت حيث عمل على تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني 'فتح'.
والمرحلة الثانية، وهي مرحلة الثورة وانبعاث الهوية الوطنية الفلسطينية المستقلة، وتبدأ مع انطلاقة حركة فتح في 1/1/1965 وحتى عودته إلى أرض الوطن، والتي تبلورت خلالها صورة الشعب الفلسطيني، والعمليات الفدائية ومعارك الثورة في الكرامة والجنوب اللبناني وبيروت، وتكريس دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني والإعتراف الدولي بها، وما مثلته على صعيد حركات التحرر العالمية، ومسيرة النضال الوطني الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وصولا الى الانتفاضة الأولى عام1987 وما حققته من إنجازات، أبرزها إعلان الاستقلال واعتراف أكثر من مائة دولة به، ومن ثم إنشاء أول سلطة وطنية على الأرض الفلسطينية.
والمرحلة الثالثة، وهي مرحلة إقامة السلطة الوطنية التي بدأت بعودة أبو عمار الى الوطن عام 1994 وحتى استشهاده عام 2004، تلك المرحلة المليئة بالأحداث المفصلية التي تداخلت فيها مهمة بناء مؤسسات السلطة الوطنية مع مهمات استمرار النضال لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وارتباط ذلك مع استمرار الصراع بأشكال مختلفة، وصولا إلى الاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية عام 2002 وحصار الرئيس أبو عمار في مقر المقاطعة وحتى استشهاده.
وسيضم المتحف، الذي ستشرف لجنة خاصة على إقامته وجمع محتوياته، المقتنيات الخاصة بالقائد الراحل أبو عمار، وكما هائلا من الصور الفوتوغرافية والملصقات والأفلام التسجيلية المرتبطة بسيرة القائد الراحل وقيادته لمسيرة شعبنا، إضافة الى مكتبة تضم الكتب التي تتناول سيرة حياته، وأرشيفا خاصا للباحثين والمؤرخين، ومركزا لإقامة الندوات والحلقات الدراسية، وسيشكل المتحف بذلك جزءا هاما من الذاكرة الوطنية الفلسطينية.