يبدو أن فكرة الزواج الجماعي في غزة باتت مرغوبة للمقبلين على تلك الخطوة، لاسيما في وجود حوافز للعرسان. لكن الغريب هو إقبال الشباب الغزاوي على تلك الخطوة في ظل نقص شديد للأثاث المنزلي ومتطلبات الأسرة، إضافة لتفشي البطالة والفقر الشديد.
وسيشهد يوم الخميس 30-7-2009 زفاف 200 عريس وعروس من مدينة غزة وسط ساحة الجندي المجهول. وعزا توفيق قنيطة منسق الحفل، إقامة المهرجان في مكانٍ يتوسطه متنزه عام، لتوفير عناء المواصلات على كاهل ذوي العرسان.
وقال قنيطة لـ" إن "الجهاد الإسلامي تبنت إقامة حفل الزفاف لتساهم ببعض الشيء لهؤلاء العرسان، من خلال تشجيع الشركات والمعارض الخاصة لتقديم الهدايا لهم خلال المهرجان ذاته".
وأوضح منسق الحفل أن تكلفة مهرجان العرس تقدر بـ30 ألف دولار. وقال قنيطة "رغم الضائقة المالية التي تعاني منها حركة الجهاد الإسلامي، إلا أننا قررنا الاجتهاد والمساهمة في التخفيف عن كواهل الشباب الراغبين في الزواج، وإدخال الفرحة إلى قلوب الغزيين الذين حرمهم الحصار متعة الفرح المباح".
وعلى غرار ما قامت به جمعيات أخيراً في غزة بدت الأعراس الجماعية علامة مميزة صيف هذا العام في غزة. وما يميز تلك الأعراس هو أن اختيار فئات من المجتمع الغزاوي ذوي إمكانات محدودة، وفي الغالب معدومة.
وحول آلية اختيار العرسان قال منسق حفل الزفاف "من خلال المساجد شرعت الجهاد الإسلامي بالتسجيل وأجرت بحثا على طلبات المقدمة، واجتهدت في اختيار أكثر الحالات المتقدمة حاجة، كنا نتمنى أن يضم الحفل عدداً أكبر بكثير، إلا أن إمكانات الحركة لم تسمح بذلك".
وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد أعلنت أخيراً أنها تعاني ضائقة مالية صعبة جداً. وبدا توجه عدد من قادتها للانخراط داخل حركة حماس، يعطي مؤشراً حاداً على الوضع المالي المتردي لحركة الجهاد الإسلامي.
ويعد مهرجان الزفاف الأول هذا، الذي يقام في مكان عادة ما يكون مزدحماً أمام العائلات التي تفضل الجلوس فيه عن الذهاب لبحر غزة، تفادياً لدفع مبلغ مالي يثقل كاهل رب الأسرة. وهو ما يعني أن منسقي الحفل سيواجهون حشداً كبيراً من الناس وذوي العرسان. وقال منسق الحفل "سنعمل على فصل النساء عن الرجال من خلال قطعة قماش كبيرة جداً، وستكون كل الترتيبات مكتملة، وفرق العمل تواصل جهودها لتهيئة وتوفير كافة المستلزمات".
وتطل ساحة الجندي المجهول، وسط مدينة غزة، على المجلس التشريعي الفلسطيني الذي دمرته إسرائيل عن بكرة أبيه خلال الحرب الأخيرة. لكن تمثال جندي يحمل سلاحاً ويوجه أصبعه نحو مدينة القدس، والذي سمي المكان باسمه، كانت جماعة دينية متشددة قد طرحته أرضاً وكسرته، بعد أيام قليلة من سيطرة حماس على قطاع غزة عسكرياً منتصف عام 2007.