محمد المشرف العام
عدد المساهمات : 1001 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 الموقع : alasaalah.ahlamontada.net
| موضوع: لنرجع قبل فوات الاوان الثلاثاء سبتمبر 22, 2009 8:13 am | |
| الحمد لله العظيم الأعظم، الملك القدّوس السلام الأكرم، رفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات، وخفض الغافلين المحجوبين وأورثهم الدركات، وصلى الله على سيدنا محمد صاحب الوسيلة وأرفع المقامات، وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً ما تعاقبت الدّهور وتوالت الحادثات..
أنزل الله جلّ وعلا في بعض كلامه:
"عبدي.. أذكركَ وتنساني، أستركَ ولا ترعاني، لو أمرتُ الأرض لابتلعَتكَ من حينها، أو البحار لأغرقتكَ في معينها، ولكن أحميك بقدرتي، وأمدّك بقوتي، وأؤخرك إلى أجلٍ أجلتُه، ووقتٍ وقتُه، فلا بدّ لك من الورود عليّ، والوقوف بين يديّ.. اعدُد عليك أعمالك، وأذكّرك أفعالك، حتى إذا أيقنتَ بالبوار، وقلتَ لا محالة أنك من أهل النار، أوليتكَ غفراني، ومنحتكَ رضواني، وغفرتُ لك الذنوب والأوزار، وقلتُ: لا تحزن، فمن اجلك سمّيتُ نفسي الغفّار"
ابن آدم، يامن التراب أصلك، وجيفة الدنيا مسكنك، أراك تسعى في الحياة غافلاً متناسياً، لا تدري ما نهايتك...
ابن آدم، هل فكّرت في عظمة مولاك وقدرته؟ هل تصوّرتَ قهره وجبروته؟ هل هويتَ ساجداً تائباً باكياً على ما فرّطته في حقّه وجنابه؟
إنّ الطريق شائك، والنفس ناشز، والمصير مخيف، والدنيا طالبة، والنار موقدة، وأنت غافل عن كلّ هذا، (ففروا إلى الله إني لكم منه نذيرٌ مبين)..
لا تفرح بطول الدنيا، فكلّ طريق له نهاية قصير.. وأنخ بباب سيّدك أيها العبد الآبق الضعيف، وابكِ على خطيئتك وتقصيركَ وغفلتك، تجده بك فرحاً، وعليكَ مُقبلاً، ولك مُكرماً..
أوحى الله سبحانه إلى داود عليه السلام:
"لو يعلم المدبرون عنّي كيف انتظاري لهم ورفقي بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقاً إليّ، ولتقطّعت أوصالهم من محبتي.. يا داود، هذه إرادتي في المدبرين عني، فكيف إرادتي في المُقبلين عليّ؟ ياداود، أحوج ما يكون العبد إليّ إذا استغنى عنّي، وأرحم ما أكون بعبدي إذا أدبر عنّي، وأجلّ ما يكون عندي إذا رجع إليّ"..
أعجبُ لمن عرف تمام جمال الله، ويبحثُ عن جمالٍ سواه!! أعجبُ لمن عرف قرب الله منه، ويبتعد عنه!! أعجبُ لمن عرف شدة بطش الله، ويحاربه بالجحود والتمرّد والعصيان!! أعجبُ لمن عرف اسم الله القاهر، كيف يتكبّر عن عبوديّته!! أعجبُ لمن عرف مغفرة الله وسعة حلمه، ولا يطلب العفو والستر منه!! أعجبُ لمن عرف أنّ الله بيده مقاليد السموات والأرض، ويسأل العبيد أمثاله!! أعجبُ لمن عرف أنّ الله لا يغفل عنه، وينساه!! أعجبُ لمن عرف باسم الله المُجيب، ولا يطلب منه!! أعجبُ لمن عرف نعمة الله عليه وإقباله إليه، كيف لا يحبّه!!
فيا أيها العبد المسكين، هل إلى الرجوعٍ من سبيل؟!!
| |
|