فتحاوي عريف
عدد المساهمات : 186 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: لماذا كل هذا الكذب حول انفلونزا الخنازير؟ بقلم:حسن بلال التل الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 8:18 pm | |
| لماذا كل هذا الكذب حول انفلونزا الخنازير؟
حسن بلال التل
لا بد من الاقرار اولا ان انفلونزا الخنازير ليست بالمرض الخطير، فاعداد الوفيات المسجلة بالمرض حول العالم منذ ظهوره وحتى هذه اللحظة بالكاد يجاوز 2800 حالة، وهو رقم متدن للغاية اذا ما قورن بالوفيات الناتجة عن الانفلونزا البشرية العادية او حتى الاسهال. ويغلب على ظني كما يغلب على ظن الكثيرين ان هذا المرض اكتشف او حتى اخترع فجأة ونفخ فيه وضخم لصالح انقاذ شركات ادوية اجنبية معينة، لكن هذا لا يعني عدم الاقرار بأنه مرض جديد ذو قدرة انتشار كبيرة ومنسوب عدوى عال، بل وهو قادر على الانتقال بالهواء دون عدوى او مخالطة كما ثبت من مئات الآف من الحالات حول العالم قد يكون اقربها ما حدث في مصر. وعندنا في الاردن ورغم الوصول او بالاحرى الاعلان المتأخر عن وصول المرض، وهو امر تشكك فيه شائعات قوية تقول ان المرض وصلنا قبل ذلك بأكثر من شهر عبر اسرائيل، الا انه انتشر بسرعة كبيرة نوعا ما خصوصا في الاسبوعين الاخيرين، وظهرت حالات عدوى بين غير المخالطين للمرض او المرضى، واي مراجع لمستشفى الامير حمزة بالذات او سواه من المراكز والمشافي الحكومية لا بد سيلحظ الذعر الكبير والمؤشرات الكثيرة على انتشاره بأعداد تفوق ما تعلن عنه الحكومة. ورغم التصريحات الصحفية الكثيرة، والمغالطات المتعمدة من الجانب الحكومي حول الارقام ونسب الانتشار، الا ان الواقع يقول ان المرض وصل الى درجة انتشار وبائية، والحكومة تتعامل معه على هذا الاساس، لذا فإن هناك المئات ان لم يكن الآلاف من الحالات المؤكد اصابتها ولم يعلن عنها او يتم ادخالها الى المشافي او الحجر الصحي واكتفي باعطائها العلاج والنصيحة بعدم مخالطة احد تحت ذريعة الوقاية، فمثلا كل بيت فيه شخص مصاب يؤكد الاطباء ان نسبة عدوى اهل البيت تصل الى مئة بالمئة، والنسبة اقل من ذلك بقليل فيما يتعلق ببيئة العمل، لذا فالواجب هو فحص وادخال الجميع او على الاقل اعلامهم بهذا الواقع، لكن ما يحصل عمليا ان اول حالة تثبت اصابتها تدخل الى المستشفى والبقية تبقى في البيت ويعطون العلاج تحت ذريعة الوقاية رغم علم الحكومة واطبائها جيدا انه لا يوجد في العالم حتى اللحظة ما يسمى بعلاج وقائي، ومطعوم الوقاية من الانفلونزا لايزال قيد التصنيع لدى شركات الادوية الاجنبية التي ما تنفك تؤجل طرحه في الاسواق، وهو ما يؤكد ان المسألة تجارية بحته يراد منها تسويق عقار (تامي فلو) الذي انتج بالاصل لعلاج انفلونزا الطيور، والذي تحمل معظم عبواته سواء الموزعة في الاردن او في سواه من الدول -حسبما اخبرت- تاريخ انتاج يعود الى عام 2005 وتاريخ انتهاء في 2010 بالحد الاقصى. هذا التصرف غير المسؤول من الجانب الحكومي في اخفاء واقع المرض والعدوى من شأنه زيادة نشر المرض، لان الافراد الذين يعطون العلاج تحت مسمى الوقاية سيستمرون بممارسة حياتهم بشكل طبيعي ناشرين المرض، وهوأمر لا تأتي خطورته من خطورة المرض ذاته بل من الشح في كميات العلاج، فاذا علمنا ان مصر التي يبلغ عدد سكانها نحو 100 مليون نسمة بالكاد حصلت على 5 ملايين عبوة، فهذا يعني بالتأكيد ان الاردن لم يحصل على اكثر من 50-60 الفا، وبالتالي فان استمرار الحكومة في التعمية على واقع المرض وسهولة انتشاره سيؤدي بالتأكيد الى تضاعف حالات الاصابة بأعداد قد تتجاوز كميات العلاج لا سمح الله وعندها سنقع فيما لا تحمد عقباه. هذا الحديث يسوقنا الى ما حدث من اصرار الحكومة على بدء الدوام المدرسي في موعده دون اتخاذ اي اجراءات تضمن عدم وصول المرض الى مدارسنا، وهو القرار الذي اثبت غباء شديدا ظهر مع ظهور حالات بالاصابة منذ الايام الاولى للدوام، ورغم ذلك لم تعلق الحكومة الدراسة ولا اعترفت بواقع المرض، فمساء الخميس مثلا صرح وزير الصحة ان عدد الحالات المسجلة في ذلك الاسبوع هو 20 حالة فقط منها 6 حالات مدرسية رغم انني في حينها كنت اعرف نحو 11 حالة منها 4 حالات بين طلاب وكلها من منطقة سكني فقط، ثم تكرم معالي الوزير واعترف بـ37 حالة بين طلاب المدارس في عرض البلاد وطولها، رغم ان 4 مدارس خاصة في عمان وحدها اعلنت انتشار الوباء فيها، واغلقت 3-4 مدارس حكومية اخرى، وحينها كنت اعرف حوالي 9 طلاب تم ادخالهم بسبب الاصابة، فهل القدرة الالهية قيضت ان يصاب كل من اعرف بالمرض ام ان الحكومة قررت التعتيم على الواقع؟؟ وبعد ذلك اعلنت وزارة التربية انها ستغلق المدارس لو بلغت نسبة الاصابة واحدا بالمئة من عدد الطلاب، اي حوالي 15000 طالب وطالبة، وبناء على تصريحات اطباء تؤكد ان عدوى المتساكنين تبلغ نسبة مئة بالمئة، واذا علمنا ان معدل افراد الاسرة الاردنية هو 7 افراد فذلك يعني ان الحكومة لن تفكر في اغلاق المدارس وقاية للطلاب والمواطنين حتى تبلغ اعداد الاصابات بين الاردنيين 80-100 الف اصابة!!! فأين الحكمة في ذلك؟!! وهل لدينا كميات كافية من العقار لمعالجة هذا الرقم؟ والآن نحن على اعتاب الدوام الجامعي، وعدا عن الطلاب الاردنيين فإن هناك الآفا من الطلبة الاجانب من دول عديدة يعتبر بعضها بؤرا للمرض، فهل ستبقى الحكومة مكتوفة الايدي مرة اخرى ام ستتخذ اجراءات تضمن وقاية الاردنيين والاجانب على حد سواء؟ قد يكون ابسطها واضعف الايمان هو طلب شهادة خلو من انفلونزا الخنازير من هؤلاء الطلبة الاجانب قبل دخولهم البلاد، ليس لخطورة المرض كما قلنا بل لسرعة انتشاره وشح العلاج، الذي تصر الحكومة ايضا على توزيعه على كل من يرغب دون رقيب او حسيب او فحوصات. مرة اخرى نقول ان كل هذا التعتيم والتشويش وحتى الكذب حول مسائل قد تكون بسيطة في كثير من الاحيان، والاصرار الحكومي على التعامل مع المواطن على انه طفل قاصر لا يجوز ان يعرف الا ما تريد له ماما الحكومة ان يعرفه، هو استخفاف كبير بالمواطن الاردني وتأجيل لوقوع البلاء وليس منعا له، وهو لايفعل الا توريط الحكومة بالمزيد من الحنق الشعبي وهو ايضا رفع لمستوى احتقان الشارع الذي يرتفع ضغطه في كل مرة يكتشف فيها الاردنيون كم كُذب عليهم وكم تم استغفالهم، فإلى متى؟؟؟ | |
|