فتحاوي عريف
عدد المساهمات : 186 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: القدس فى العيون000نفنى ولا تهون بقلم:أ.صبري حماد الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 8:07 pm | |
| القدس في العيون ...........نفنى ولا تهون (5 ) ترمومتر الإيمان بقلم/أ.صبري حماد بعد أن تعرفنا على أهمية ومكانة وقدسية أرض فلسطين ومدينة القدس,سأبدأ الآن بالحديث عن تاريخ فلسطين ومدينة القدس. إن من يتتبع تاريخ فلسطين يلاحظ شيئاً عجيباً, فمنذ عهد سيدنا آدم وحتى الآن ,هناك قاعدة ثابتة تقول عندما يبتعد المسلمون عن دينهم وينشغلوا بدنياهم تؤخذ منهم أرض فلسطين والمسجد الأقصى ويحكمها الجبارين والظالمين , وعندما يعود المسلمين لدينهم وتعود صلتهم قوية بالله , تعود ارض فلسطين والمسجد الأقصى لأحضان المسلمين,إن أرض فلسطين هي معيار الإيمان و ترمومتر الإيمان على الأرض . إذاً وجود أرض فلسطين مع المسلمين فهذا يعني أن الإيمان قوياً على الأرض , وإذا فلسطين بيد الجبابرة وأعداء الله فهذا يعني أن المسلمين ضعفاء وأن الإيمان ضعيف . ولنتأكد من صحة هذه القاعدة سأبدأ بسرد تاريخ فلسطين على مر العصور ,ففي عهد سيدنا آدم عليه السلام بني المسجد الحرام وبعده بني المسجد الأقصى , لما في حديث الصحيحين عن آبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: (قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال: المسجد الحرام. قال: قلت ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة. ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصل فان الفضل فيه), فالحرم المكي هو دار الأمان وهو لعبادة الروح, أما المسجد الأقصى فهو دار الجهاد وإصلاح الأرض . وقد ظلت فلسطين و المسجد الأقصى مع ذرية سيدنا آدم عليه السلام من المؤمنين, حتى جاء طوفان سيدنا نوح فغرقت الأرض وتغيرت معالم المسجد الأقصى والمسجد الحرام ,ويقال إن أقدم جذر تاريخي في بناء القدس يعود إلى اسم بانيها وهو إيلياء بن سام بن نوح عليه السلام , وإيلياء أحد أسماء القدس , وسميت "بمدينة سالم أو أور شالم " نسبة إلى الملك الصادق أحد ملوك اليبوسيين الذين عاشوا في فلسطين, وكان رجلاً تقياً محباً للسلام فسُمي ملك السلام , ومن هنا جاء اسم أور شالم أي مدينة السلام , وهذا يعني أن اسم أورشالم كان اسماً معروفاً قبل أن يغتصب الإسرائيليون هذه المدينة من أيدي أصحابها اليبوسيين , وقد غلب على المدينة اسم القدس الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى , وسميت بيت المقدس الذي هو بيت الله , وقد كان سيدنا إبراهيم يعيش في أرض فلسطين في زمان الملك الصادق, فقد اطمئن سيدنا إبراهيم على مكة في رعاية سيدنا إسماعيل عليه السلام الذي شاركه في إعادة بناء المسجد الحرام , تمهيداً لظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبي آخر الزمان , واستقر هو في فلسطين لتظل في حراسة ورعاية أربعة من أنبياء الله هم إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف, ليحفظ التوازن على الأرض , ثم انتقل سيدنا يعقوب للعيش في مصر بعد المجاعة التي وقعت في أرض فلسطين ,حيث كان سيدنا يوسف قائماً على خزائنها , وهي قصة فصلها القرآن الكريم في سورة يوسف عليه السلام ,وكان سيدنا يعقوب مطمئناً أن أرض فلسطين محروسة بالمؤمنين ,وظلت هكذا سنين طويلة تنعم بالسلام في حمى أنبياء الله والمسلمين منذ عهد سيدنا إبراهيم إلى عهد سيدنا يوسف , ثم تغيرت الأحوال وابتعد الأبناء والذرية عن الدين , فقل الإيمان في الأرض وانتشر الشرك , فخرجت المقدسات من أيدي المؤمنين, وسيطر عليها الطغاة الجبارين,نعم إن فلسطين هي السَوط الذي يَجلد الله به المسلمين كلما ابتعدوا عن دينهم كي يعودوا إلي الله . ثم بعث الله سيدنا موسى ليعيد بني إسرائيل إلى دينهم, فذهب إلى فرعون وطلب منه أن يرسل معه بني إسرائيل , ليتوجه بهم إلى الأرض المقدسة, إلى أرض فلسطين , أي أن سيدنا موسى بُعث من اجل تحرير أرض فلسطين من الطغاة والكفار, فعبورهُ عليه السلام البحر ليس هرباً من فرعون ولكن ليصل ببني إسرائيل إلى أرض فلسطين , وأغرق الله فرعون ليتمكن موسى من الوصول إلى فلسطين وليشاهد بني إسرائيل معجزات الله فيؤمنوا به ويطيعوه . وعندما وصل سيدنا موسى إلى فلسطين طلب من بني إسرائيل أن يدخلوا مدينة القدس كما ورد في سورة المائدة في قوله تعالى:((يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلانِ مِنْ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمْ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ * قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ * قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ)). بعد قراءة الآيات السابقة قد يقول البعض أن الله كتب أرض فلسطين لبني إسرائيل, ولكن المقصود من قوله ((الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ )) أنها كُتبت لهم لأنهم كانوا هم المسلمين في ذلك الوقت , أي أن فلسطين والقدس ليست ملكٌ لأحد , بل إنها ملكٌ لكل نبي وقومه في زمانه , أي أن أرض فلسطين مكتوبة للمسلمين فقط في كل زمان , لذلك فهي الآن ملكٌ لأمة خاتم الأنبياء ,ملك لنا كمسلمين فماذا نحن فاعلون؟؟؟؟؟؟؟ ولقد حرم الله على بني إسرائيل دخول فلسطين أربعين عاماً لأنهم لا يصلحون لدخولها, وسيتيهون في الأرض أربعين سنة حتى يتغير هذا الجيل الذي لا يصلح لتحرير فلسطين وبيت المقدس . فهل المسلمين الآن لا يصلحون لتحرير فلسطين والقدس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل نحتاج لأربعين سنة لنشعر بأهمية فلسطين والقدس وأنها ملكٌ لنا وليست ملك للفلسطينيين وحدهم؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل من المسلمين من هم مثل بني إسرائيل يقولون إن فيها قوماً جبارين, فلا شأن لنا بما يحث في فلسطين فليحررها أهلها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل من المسلمين من يقول لا طاقة لنا بدولة إسرائيل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فعلى المسلمين أن يستيقظوا أن يفيقوا من سباتهم, لأن فلسطين لن تتحرر حتى يعود المسلمين إلى ربهم وإلى دينهم وحتى يتبعوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم , لأن حُب فلسطين والمسجد الأقصى ليس بالكلام ولا بالدموع والدعاء, وإنما بأن نكون مؤمنين حقاً نتصف بالشجاعة ونفس حرة أبية غير ذليلة , وأن يكون لدينا ثقة وتوكل على الله وليس تواكل, وأن نكون أمة موحدة أمرها على قلب رجل واحد , وأن نكون أمة منتجة مِعطاءة مفعمة بالحركة والنشاط, وعندها ستعود فلسطين إلي حضن الإسلام والمسلمين مرة أخرى ,وأدعو الله أن يكون هذا اليوم قريب إن شاء الله وما ذلك على الله ببعيد. إلى اللقاء في مهبط الديانات | |
|