فتحاوي عريف
عدد المساهمات : 186 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: التلفزيون الفلسطيني ( بعد إذن منذر ارشيد ) ... مرة اخرى بقلم:عاطف الكيلاني الثلاثاء سبتمبر 15, 2009 7:44 pm | |
| التلفزيون الفلسطيني ( بعد إذن منذر ارشيد ) ... مرة اخرى
عاطف الكيلاني 15/9/2009 م Atef.kelani@yahoo.com
لم يكن مقال اخي وصديقي ابو العبد حول التلفزيون الفلسطيني , الا الشعرة التي قصمت ظهر بعيري , او لنقل انها كانت القطرة التي جعلت وعائي يطفح , فما يحدث في تلفزيوننا ( الوطني ؟ ) , وعلامة الإستفهام هنا مقصودة , ما يحدث ما هو إلا انعكاس حقيقي لنوع جديد ( قديم ) من الثقافة , او هو بالأحرى ترجمة حقيقية لمجموعة قيم تمثل ثقافة فئات محددة من شعبنا الفلسطينيّ ... انا هنا لن اناقش امور محددة , او برامج محددة يعرضها التلفزيون الفلسطيني , ولكني سأتكلم بالعموميات حول وظيفة الإعلام وحول وظيفة التلفزيون في المجتمع ( أيّ مجتمع بالمطلق ) لنرى بعد ذلك , أن توقعاتنا بتلفزيون وطني ملتزم في ظل الأوضاع السائدة هو محض خيال سقيم , لا يتّسق مع واقع الحال في اراضي السلطة (الوطنية ؟ ) الفلسطينية ... ومر اخرى للأسف فإن علامة الإستفهام مقصودة .... دعونا نتفق اولا ان هذا التلفزيون لا يمثل السلطة بقدر ما يمثل حركة فتح , او ( بعض فتح ) , ولكل المشككين في هذه البديهية ان يتذكروا الدور الكبير والأساسي والمحوري الذي لعبه التلفزيون خلال مؤتمر حركة فتح السادس قبل شهر من الآن , اذ لا يعقل , وليس من مصلحة احد ان نعتبره ممثلا للسلطة ... الا اذا اعتبرنا ان السلطة هي فتح وفتح هي السلطة ... وما دام الأمر كذلك , فلن نستغرب هذا النهج الذي ينتهجه التلفزيون بما هو اداة اعلامية بالغة الخطورة والحساسية يوظفها اقصى اليمين الفتحاوي لخدمة اجندته الخاصة , سواء في صراعنا مع العدو الصهيوني , او لتسويق وتعميم رؤيته الإجتماعية ك(يمين ), وبالمناسبة ... عندما نصف احدهم انه يميني , تراه يغضب ويحتجّ ويرفض هذه التسمية , بينما كلمتي يمين ويسار في واقع الأمر لهما مدلول ( توصيفي ) بالإضافة الى المعنى السياسي ذي المضمون الطبقي ... اذن هذا اليمين بالتأكيد سيوظف كل ما تطاله يده من وسائل اعلامية لخدمة استراتيجيته بكل بنودها وتفاصيلها , وعلى كل مستويات الصراع ( السياسي والثقافي والإقتصادي والإجتماعي ) بالإضافة الى صراعنا الوجودي مع العدو الصهيوني ... ومن هنا , واختصارا للموضوع الذي يطول الحديث فيه نقول : 1 ) التلفزيون الفلسطيني في رام الله الآن مختطف من قبل حركة فتح وبالتحديد من قبل الفئة الأكثر يمينية ( هل نقول رجعية ؟ ) ... 2 ) هذه الفئة هي الأكثر رهانا على امكانية الحصول على بعض النتائج الإيجابية من عملية التفاوض مع العدو الصهيوني ...ولذلك لن نرى التلفزيون الفلسطيني يعرض أي عمل من شأنه تجذير ثقافة المقاومة عند الشعب , اذ كيف يفعل ذلك وارباب السلطة قد تركوا الفعل المقاوم الى المفاوضات كخيار استراتيجي؟ 3 ) لا نتوقع ان يعرض التلفزيون فيلما عن ( تشي جيفارا ) مثلا , وقيادته لأكثر من ثورة في امريكا اللاتينية ضد الهيمنة الأمريكية والطغاة الدكتاتوريين الذين نصّبتهم امريكا الإمبريالية والسي آي أيه , ليخدموا مصالحها, وليسوموا شعوبهم العذاب والتنكيل ... اللهم الا اذا كان الفيلم سيعرض وجهة نظر المخابرات الأمريكية المركزية , كذلك الفيلم الذي قام ببطولته الممثل / عمر الشريف , والذي صوّر لنا جيفارا كمخادع ومجازف ومخرب 4 ) لا ولن نتوقع من هذا التلفزيون ان يعرض الا كل ما من شأنه ان يحط من قدروقيمة المناضلين الشرفاء , مستغلا كل ما يمكن لتلويث صورتهم الناصعة وسمعتهم النقية الطاهرة ... 5 ) سيبقى ما يعرضه هذا التلفزيون متساوقا مع ثقافة المهيمنين عليه من رموز رجعية وتطبيعية وتفريطية ومتخاذلة ومشككة ... ففي عرف هؤلاء , ان المار؟؟؟يين ملحدون ... فقط ملحدون ,وليس اكثر ... وانهم منحلون اخلاقيا , بل وانهم يروّجون للإنحلال , فهم يعاقرون الخمرة , ويقيمون علاقات غير شرعية مع أية امرأة ( حتى ولو كانت من محارمهم ) , اما المتدينون , فلهم عليهم مآخذ كثيرة , وبدورهم , هم ايضا متهمون في عرف هذه الفئة المهيمنة على تلفزيون فلسطين واعلام السلطة الفلسطينية .... لقد قالها لينين العظيم : " الثقافة السائدة هي ثقافة الطبقة السائدة " , وكلنا من هي الطبقة ( الفئة , الفصيل ) السائدة ... اعلم ان الحديث قد يطول في هذا الموضوع , ولكنها محاولة متواضعة لتأصيل بعض ما ورد في مقال الأخ منذر ارشيد , ورده الى اصوله الطبقية والسياسية | |
|