فتحاوي عريف
عدد المساهمات : 186 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: قراءة في القضايا الرئيسية الثلاث بالملف الفلسطيني الإسرائيلي الأحد أكتوبر 04, 2009 2:51 am | |
| الكاتب الصحفي يوسف الخطيب يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية وكأنة أمر طبيعي والتعامل معه كواقع وتحصيل حاصل، واعتمد اليهود منذ احتلالهم للأراضي الفلسطينية على هذه الإستراتيجية، وهي استراتيجية ناجحة أثبتت فاعليتها في اغلب الأحداث ان لم نقل جميعها، تدعي إسرائيل أنها تطالب بالاعتراف بيهودية الدولة، وهو أمر كبير وعظيم وهي تعتبره أمرا عاديا جدا، وبهذه الشكل من السياسة تعتبر إسرائيل نفسها على بر الأمان بحيث ان اعترفت السلطة بذلك كسبت هي (إسرائيل) اعتراف فلسطيني رسمي بها كدولة يهودية، وان لم تستجب فهي لا تكترث لأنها غير معنية بهذا الاعتراف، وأنما هي بحاجة لعقد تضعها في منشار المفاوضات لتدعي ان الفلسطينيين هم من يعطلونها، ولتنء بنفسهم من الضغط العالمي وخاصة الأمريكي بخصوص قضية إيقاف التوسع بالمستوطنات بالضفة والقدس المحتلة.
ففي الوقت الذي نشرت فيه صحيفة "معاريف" عن نية الحكومة الإسرائيلية المصادقة خلال أسابيع على خطة لبناء اكبر تجمع استيطاني على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67وتم الإعداد لهذا المشروع من قبل وزارة الداخلية الإسرائيلية مع بلدية القدس، ويشمل المشروع إقامة أربعة عشر ألف وحدة سكنية لاستيعاب أربعين ألف مستوطن إسرائيلي مع بلدية القدس، وسيقام المشروع على ارضي قرية الولجة جنوب غرب مدينة القدس، وهذا المخطط ليس استيطاني فقط وإنما توسعي فهو يهدف إلى زيادة مساحة مدينة القدس وضم مزيدا من الراضي المحتلة في العام 1976.
ويعتبر هذا المشروع الاستيطاني هو الأكبر في حالة تنفيذه، فكيف تسعى للسلام وهي لا تراعي ادنى مقومات العملية السلمية من اجل خلق التعايش الكريم ما بين الشعبين، ما تزال الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تثبت لنا عدم نيتها وجنوحها نحو السلام، والرفض التام لإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كاملتا غير منقوصة، وعلى رأسها القدس واللاجئين والحدود، فنجدها (إسرائيل) تتبع سياسة التجزئة في الأمور، لا تريد الحديث عن أللاجئين والحدود والقدس في الوقت الحالي، وذلك لأسباب سياسية داخلية تتعلق بمخططات إسرائيلية صهيونية استعمارية، تتمثل بالتوسع بالبناء الاستيطاني بالضفة الغربية والقدس، والتلاعب بالمفاوضات وبالوضع السياسي الفلسطيني القائم المتمثل بالانقسام الداخلي، من اجل خلق واقع جديد على الفلسطينيين والمجتمع الدولي، يحول مسار المفاوضات من حدود 1967 الضفة الغربية والقدس الى ما تريد هي (إسرائيل) الحديث عنه، لا وهو بناء شبكة من المستعمرات بالضفة الغربية، تحول دون تواصلها وترابطها مع بعضها البعض، والسيطرة على القدس بعد تفريغه من سكانه ومواطنيه العرب، وخير دليل على ذلك التذبذب بقرارات المحكمة الإسرائيلية، فهي تارة تخرج قانون يمنع المواطنين المقدسين من الإقامة او الشراء من المناطق المحيطة بالقدس والتي تعتبر ضفة غربية مثل العيزرية، وبعد ان اضطر هؤلاء المواطنون للعودة إلى السكن بمدينة القدس بما يتوفر لهم من مساكن، حتى لو كانت غرفة صغير له ولعائلته وإلا سحبت منهم الهوية الإسرائيلية وحرم من دخول القدس، تجد بعد فترة ليست بالصغيرة تصدر المحكمة حكمان يقضي بحرية السكن للمواطنين المقدسين من اجل ان يتسنى لهم التوجه للضفة الغربية للسكن من جديد، وليعاودوا الكرة بعد فترة أخرى ليتخلصوا من المواطنين العرب وإفراغ القدس من سكانها العرب، واكتمال المشروع الصهيوني ألتهويدي لها من خلال السيطرة على منازلها وأراضيها وأشجارها وزيتونها، وقتها فقط ستسمح إسرائيل للمفاوضين العرب والأجانب بالتدخل والحديث بقضية القدس.
اما الحدود فلن تتحدث بها إسرائيل إلا بعد ان تكمل رسم حدودها كما تريد عن طريق الجدار الفاصل الذي يتمدد على تراب الضفة الغربية مبتلعا اغلب أراضيها مبقيا للفلسطينيين ما مساحته 42% من المساحة الكلية من الضفة الغربية، إضافة إلى ما يضع الاحتلال يده علية بالقوة من خلال المستوطنات التي اغلب السفوح والمناطق المرتفعة بالضفة الغربية، ناهيك عن القواعد العسكرية المنتشرة هنا وهناك، والحواجز التي تفصل مناطق الضفة الغربية شمالها عن وسطها عن جنوبها، وإسرائيل معنية في الوقت الحالي بعد حل موضوع الحدود حتى تستطيع تحديد ما تريده من أراضي الضفة الغربية من مقايضة السلطة به، لذلك خرجوا لنا بمفهوم جديد وهو "تبادل الأراضي" طبعا حسب ما يردون ويستسيغون فالجدار لا يرتسم على الأرض وفق الحدود التي ينص عليها القانون الدولي والاتفاقيات المبرمة، وإنما كما وضحت سابقا يبتلع أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية، وتجدر الإشارة هنا إلى مفهوم الدولة ذات الحدود المؤقتة التي تعد إسرائيل بها الفلسطينيين في خارطة الطريق والذي رفضه الفلسطينيون، دون أي ذكر لمدينة القدس على أساس أنها أراضي إسرائيلية لا سبيل للنقاش والتفاوض بشأنها، فهي خط احمر لإسرائيل، ولكن إسرائيل لا تعلم ان القدس للفلسطينيين تعني خط النهاية لكل شيء.
وبرزت خطة الرئيس الإسرائيلي بيرس التي تقترح التقدم على مرحلتين وضمن خطة خارطة الطريق والتي صادق عليها مجلس الأمن الولي بقرار 1515، ويعارض الفلسطينيون قيام دولة بحدود مؤقتة، لخوفهم من ان لا تتحول بيوما من الأيام إلى دولة بحدود دائمة، واقترحت الولايات المتحدة على الفلسطينيين انه في حال نجاح الدولة ذات الحدود المؤقتة من الناحية الأمنية سيكون هنالك التزام جدي بخصوص قضية القدس واللاجئين، فحينها ستدخل إسرائيل في مفاوضات عاجلة من اجل حل قضية القدس واللاجئين، الأمر الذي يأخذنا إلى المحور الثالث وهو اللاجئين.
موضوع اللاجئين بالنسبة لإسرائيل قضية محسومة فلا عودة لهم، لأنها تعلم ان هذا الشعب الفلسطيني ان عاد حسب حق العودة فهو سيعود إلى منازلهم وأراضيهم التي هجروه منها، وإسرائيل اغتصبت أغلب هذه الممتلكات الفلسطينية تحت مسمى أملاك الغائبين، وان أعادتها انتهت إسرائيل، وان سمحت لهم بالعودة إلى أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية الضفة الغربية وقطاع غزة فهي تضع إلى جوارها قنبلة بشرية اخطر من القنبلة النووية.
لذلك تشجع العالم احتوائهم، عن طريق تسهيل إجراءات الهجرة لهم على مختلف دول العالم، وتشجع فلسطيني الداخل على الهجرة ايطا، وتسخر في سبيل ذلك كل الامكانيات.
فمتى ستنتهي اسرائيل من دراسة هذه القضايا الثلاث...هذا ان انتهت .... فالشعب الفلسطيني لن ينتهي
صحفي
Abu_mahdi3@hotmail.com
| |
|