فتحاوي عريف
عدد المساهمات : 186 تاريخ التسجيل : 10/08/2009
| موضوع: المشهد الفلسطيني لا مصالحة ولا انتخابات وما كان سيكون الأحد أكتوبر 04, 2009 2:49 am | |
| الكاتب ماجد عزام ليس من الصعوبة بمكان اعادة تاطير الأحداث الفلسطينية خلال الفترة الماضية و قراءتها ضمت سياقها الطبيعي السياسي الواقعي المحلى والاقليمى فمن مؤتمر فتح إلى التصعيد الدموى فى رفح وقلقيلية مرورا بانعقاد المجلس الوطنى الطارىء واعادة طرح الورقة المصرية واستئناف المساعى الهادفة إلى اعادة اطلاق الحوار الوطنى يبدو الاستنتاج قاطعا واضحا وضوح الشمس ليس هناك في الأفق بوادر للمصالحة وإنهاء الانقسام و الساحة الفلسطينية متجهة نحو التقاتل والتناحر بمستوياته واشكاله المختلفة بدلاً من الاحتكام الديموقراطى السلمى إلى صناديق الاقتراع عبر انتخابات شفافة ونزيهة .
مؤتمر فتح سيترك تداعيات بعيدة ودلالات مهمة ومؤثرة وسواء على الصعيد الفتحاوي الداخلي او على الصعيد الوطني العام أهمها برأيي يتمثل باعتبار الشرعية الفتحاوية بديلا عن الشرعية الفلسطينية العامة والاكتفاء بالمصالحة الفتحاوية عوضا عن المصالحة الوطنية الجامعة وبالتالى فان السبب الرئيس لعقد المؤتمر نيل الشرعية الضرورية، من أجل الذهاب إلى التفاوض في إطار خطة التسوية الإقليمية لباراك أوباما المتوقع اعلانها خلال تشرين اول اكتوبر القادم وهو ما تحقق بالفعل غير التصفيق وقوفاً لزعامة ابى مازن بدلا من الاقتراع السرى بمغزاه الشخصى والسياسى وكذلك عبر انتخابات مفبركة افرزت فريقا غير متجانس سياسيا لا يجمعه سوى الانضواء تحت جناح السلطة المدعومة اقليميا ودوليا والتى باتت مصدر الشرعية والقوة والنفوذ لحركة فتح وليس العكس.
اما الدعوة الصائبة شكلاً والخاطئة موضوعا إلى انعقاد المجلس الوطني لاختيار أعضاء جدد في منظمة التحرير ورغم المحاججة اللغوية و القانونية إلا أن المغزى السياسي افصح ولا التباس فيه ليس هناك توجه صادق للخوض في حوار جدى يسمح ب إنهاء الانقسام عبر توافق وطنى جامع على كيفية أو آلية إعادة بناء منظمة التحرير وفق أسس ديموقراطية شفافة ونزيهة التفرد والاستئثار سيظلا ممسكان بتلابيب المنظمة وعمليات التجميل والشد لن تغير من حقيقة عجزها وقصورها عن التعبير عن الواقع والمزاج السياسى والجماهيرى الحالى للشارع الفلسطينى ..
من جهة اخرى ينبىء العنف الدموى غير المبرر واللجوء الفظ للقوة - داخليا فقط- فى الضفة وغزة على حد سواء عن ذهنية لا تبحث عن المصالحة والحلول الوسط، وإذا ما واذا ما اخذنا بعين الاعتبار ما يوصف بالاعتقال السياسى والقتل البطىء للمعتقلين هنا وهناك نصبح امام دليل اضافى على أن التهدئة هى مع الاحتلال فقط، بينما الحراب توجه حصرا للداخل .
اما الورقة المصرية التى يجرى التداول بشانها حاليا والتى اشاعت اجواء تفاؤلية خادعة فهى ليست سوى تقطيع واستهلاك للوقت وهى فى الحقيقة جزء من التحركات الامريكية التى يقودها جورج ميتشل فى المنطقة وتهدف فى احسن الاحوال الى تاقلم الوضع الفلسطينى مع الاجواء الاقليمية التسووية اما فى اسواها فتسعى الى ابقاء الوضع تحت السيطرة بحيث لا ينفجر ويؤثر سلبا على التسوية والاستئناف المنتظر للمفاوضات وفق الخطة المرتقبة للرئيس باراك اوباما والتى علم الان انها تستند الى ملخص تركتة كوندليزا رايس والادارة السابقة ويجمل الخطوط العريضة لاى اتفاق قادم .
ببساطة نحن امام استراتيجية لتقطيع الوقت حتى بداية العام 2010 حيث تصبح الانتخابات شبه مستحيلة بعد نهاية فترة المجلس التشريعى والردح الاعلامى المرتقب حول شرعية او لا شرعية الرئيس والمجلس التشريعى، ما كان سيكون ليست هناك لا مصالحة ولا انتخابات عامة تشمل الضفة وغزة الداخل والخارج على حد سواء بل اختلاف وانقسام داخلى وتفاوض وتهدئة مع اسرائيل وهذا الامر مرشح للاستمرار لسنة ونصف على الاقل الى الى بداية العام 2011 واتضاح مالات جهود ادارة باراك اوباما الذى يزعم ان الدولة الفلسطينية باتت مصلحة قومية لبلاده , لا يمكن الجدال ولا يجب تضييع الجهد فى ذلك وانما البحث والتساؤل عن مغزى وجوهر الدولة التى تندرج ضمن السياق العام للمصالح القومية الامريكية وهل تحتاج الى حرب اهلية لانجاحها او حتى لافشالها علما انها تحمل بذور فشلها داخلها ببساطة لانها تنطلق من ثوابت الاجماع الصهيونى لا لحق العودة و تقسيم القدس او العودة الى حدود 1967 وهى المعطيات التى لا تتساوق مع الحد الادنى المقبول فلسطينيا وعربيا او يفترض انها كذلك ..
مدير مركز شرق المتوسط للدراسات والاعلام
| |
|