محمد المشرف العام
عدد المساهمات : 1001 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 الموقع : alasaalah.ahlamontada.net
| موضوع: ثمار الاستغفار الأحد أكتوبر 04, 2009 1:48 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
ثمار الاستغفار فإنه والله بستان كثر نتاجه الطيب بل ونهر كثير الخير فهيا حبيبي لتجني الثمار وتنهل من خيراته الكثيرة والجمة ...والله المستعان
الاستغفار : سبب في مغفرة الذنوب قال جل وعلا:"وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) . "(2) في تفسير الطبري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:في قوله :"وقولوا حطة.": قال: أمروا أن يستغفروا.
فيا أصحاب الذنوب ويا كثيري العيوب من أمثالي هذا باب قد فتح ، وفرصة من ذهب ، لمحو خطاياك ، ولإزالة رزاياك .. ليغفر لك ذنبك ، ويستر لك عيبك ، ويمحى عنك خطأك فإياك والتفريط ، حتى لا تفوتك الفرصة وتزول عنك المقدرة على القيام بها مرة أخرى .. يجد الله غفور رحيم قال الله تبارك وتعالى : "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111)." فها هي رأفة الله جل وعلا تتجلى وتتجمل برحمته بعباده سبحانه وبحمده فالملك يقول لك أيها العبد الفقير ، يا من ارتكبت الآثام ، وأتيت الإجرام ، وتجرأت على الحرام يخاطب الله عباده فيقول يا عبادي إن أتيتم الآثام ثم استغفرتموني وجدتموني غفوراً رحيماً فالحمد لله أن كنا عباد الله ، الحمد لله أنه ربنا .. فما عليك أيها العاصي إلا أن تأتي الله مخلصا من الرياء والنفاق متخلصا فتأتيه نادماً مستغفرا فهو سبحانه الذي أمرك بذلك فمن العجيب والمستغرب أن ييسر الله عليك وتصعب أنت على نفسك وتلبس نفسك على غير رغبة منها ورغم عنها لباس اليأس والقنوط فالله الذي سمى نفسه الغفور يكره لك ذلك وينهاك عن ذلك فعليك والإنتهاء وقم إلى حسن الظن بالله جل ثناؤه وأبشر بمغفرة الله إذا توفر عندك الصدق
المستغفرون :هم المتقون الذين أعدت لهم الجنة
ومن ثمار الاستغفار أن أصحابه جعلهم الله هم المتقون فيا بشراهم ويا هنائهم فالمتقون أصحاب الجنان والمتقون هم الفائزون برضا الرحمن والمتقون هم جيران العدنان في جنات الفردوس والرضوان .. فإلى هذا الطريق ابذل جهدك ، علك تصل ، فتكون من الفائزين ، أسئل الله التوفيق .. قال الله تبارك وتعالى : " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)".
وقال جل وعلا:"وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُون (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) ."
قال بعض أهل التفسير كما ذكر أبو جعفر في تفسير الطبري: " الذين ذكر أنه أعد لهم الجنة التي عرضها السموات والأرض، من المتقين، ووصفهم بما وصفهم به. ثم قال: هؤلاء الذين هذه صفتهم "جزاؤهم"، يعني ثوابهم من أعمالهم التي وصَفهم تعالى ذكره أنهم عملوها "مغفرة من ربهم" ولهم على ما أطاعوا الله فيه من أعمالهم بالحسن منها "جنات"، وهي البساتين "تجري من تحتها الأنهار" يقول: تجري خلال أشجارها الأنهار وفي أسافلها، جزاء لهم على صالح أعمالهم "خالدين فيها" يعني: دائمي المقام في هذه الجنات التي وصفها "ونعم أجر العاملين" يعني: ونعم جزاء العاملين لله، الجنات التي وصفها." وقال جل وعلا :" قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) ." قل لهم يا محمد أي لأهل الشهوات والمتصارعين على طلب الدنيا قل لهم ألا أؤنبئكم بما هو أخير وأفضل وأدوم وأبقي ، أؤنبئكم بأنه لأهل التقوى وأهل الخوف من الله عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار وفي هذه الجنات أحل الله عليهم رضوانه فلا يسخط عليهم بعد ذلك أبدا ، وزوجات خير من زوجات الدنيا مطهرين من دم الحيض وغيره ،ومتع كثيرة لأولئك المتقين الذين خافوا ربهم ورجوه سبحانه أن يغفر لهم ذنوبهم وأن يقيهم النار وحرها وأولئك المتقون تراهم دائما يطيعون ربهم فتراهم على الابتلاء وعن المعاصي والفتن وعلى الطاعة صابرين لله وتراهم يجتنبون أقوال الزور من الكذب وتراهم عابدين ومحسنين في العبادة وتراهم بالأسحار يستغفرون الله على ذنوبهم ويقومون بين يديه يصلون ويستغفرون .. والله أعلم
الاستغفار :سبب في منع سخط الله وغضبه فاعلم أيها المسترشد المريد ..أن من فوائد الاستغفار وثمراته أنه حصن يحصنك من أن يغضب الله عليك ، وأمان يحوطك ، وراحة تلحق بك ، وسرور ينعم به فؤادك .. الاستغفار سبب لأن تعيش في استقرار عيش ، وسكينة في الحياة ، وهذا وعدٌ ، وعد الله به المستغفرين .. قال جل وعلا"وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)." قال بعض أهل التفسير كما ذكر الإمام الطبري رحمه الله:" "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم" أي: وأنت مقيم بين أظهرهم. قال: وأنزلت هذه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مقيم بمكة. قال: ثم خرجَ النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم، فاستغفر من بها من المسلمين فأنزل بعد خروجه عليه، حين استغفر أولئك بها: "وما كان الله معذِّبهم وهم يستغفرون" . قال: ثم خرج أولئك البقية من المسلمين من بينهم، فعذّب الكفار. فقد قال الله جل وعلا بعد هذه الآيات:" وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما:" كان فيهم أمنان : نبيّ الله ، والاستغفار . قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار"وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون" قال: فهذا عذاب الآخرة. قال: وذاك عذاب الدنيا. المستغفرون :هم أصحاب الحياة الطيبة قال الله سبحانه وتعالى :"وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) " فإن الله جل وعلا يأمر نبيه هود عليه السلام أن يخبر العباد أنه من أراد أن يمتعه الله جل وعلا بدنياه بأن يجعله مطمئن البال ، ولا يعكر صفو حياته أي شيء ، فعليه والتمسك بالاستغفار والتوبة وذلك هو السبيل إلى الحياة الطيبة التي لا تأتي بها كنوز الدنيا كلها لأن ذلك فضل من الله وحده ولا يملك أحد من الخلق أن يكسب أخر راحة في باله واطمئنان في شؤون حياته لأن حال القلوب لا يملكه إلا خالقها جل ذكره وسبحانه وبحمده ويأتي عن طريق الاستغفار والتوبة للحق تبارك وتعالى وحذر الله جل ثناؤه المُتَولي عن ذلك بأنه سيعود عليه بالعذاب الكبير ، في الدنيا والآخرة . والأمر والإرشاد لأمة المصطفى أيضاً كما أرشد علمائنا رحمهم الله أن العبرة في كتاب الله بعموم اللفظ لا بخصوص السبب . جملة ثمار للمستغفرين قال الله جل وعلا حكاية عن نوح عليه السلام : " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)." فبشر نبي الله نوح عليه السلام أن من وراء الاستغفار جملة من الثمار والهدايا فقال عليه السلام :" اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا." أي إنكم إن استغفرتم الله وجدتموه غفاراً لكم أي أتيكم بما طلبتم وهو مغفرة الذنوب . وقال عليه السلام :" يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا." أي يرسل عليكم المطر متى احتجتم إليه وطلبتموه . وقال عليه السلام :" وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا". أي يوسع لكم في أرزاقكم ويرزقكم الولد وهذه نعمة عظمى ومنة كبرى لا يُقدرها قدرها إلا من فقدها أي يمتعكم في الدنيا غاية المتع ويحيكم حياة طيبة سعيدة . وهذه أمور الكل لها مريد ، ومتع الكل يتمناها
وسبيلها هو الاستغفار
أحاديث نبويه في فضل الاستغفار
الاستغفار تُغفر به الذنوب...
عن أنس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني إلا غفرت لك، ولا أبالي يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض من خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة" عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : "من توضأ فأحسن الوضوء ثم قام فصلى ركعتين أو أربعا - يشك سهل - يحسن فيهن الذكر والخشوع ثم استغفر الله غفر له ." وهذا إلى من تحمل الأوزار وارتكب الذنوب الكبار فجلس ييأس من رحمة العزيز الغفار إليك ما ينسف الذنوب إليك ما يمحي بإذن الله الأخطاء إنه الاستغفار
الاستغفار تنقية للقلب ... عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن العبد إذا أخطاء خطيئة نكتت في قلبه نكته سوداء فإن هو نزع و استغفر و تاب سقل قلبه و إن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه و هو الران الذي ذكر الله تعالى :" كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " . إلى من قسي قلبه إلى من مات فيه الخشوع إلى من حُرم من اللذة بسبب السواد الذي ملء به قلبه إليك ما يضئ قلبك بفضل الله جل وعلا فهذا الاستغفار .. هذا الاستغفار طريق لإشعال الضوء في القلب مرة أخرى كما قال الذي لا ينطق عن الهوى .
الاستغفار ورفع القلم عن عمل السوء ... عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ فإن ندم و استغفر الله منها ألقاها و إلا كتبت واحدة ". سبحان الله وبحمده إلى هذا المدى بلغت رحمت الله جل وعلا بعباده المذنبين من أمثالي يرفع القلم عن كتابة الخطأ ست ساعات حتى يُكتب وبالاستغفار لا يُكتب نعم والله إن الله يريد أن يتوب علينا فحي على الاستغفار .. أما زال لليأس وجود في القلوب بعدما بلغتها بشر علام الغيوب أما زالت تصدق إبليس الكذوب فلتقم إلى الله لتغفر الذنوب وتستر العيوب قم أيها المسلم إلى الله فالله يريد أن يرحمك ويغفر لك ويخلصك من ذنوبك فبادر إليه واسعى إلى إعداده لك الاستغفار سبب في الزحزحة عن النار...
إلى من يخاف النار وأراد النجاة منها والزحزحة عنها إليك السبيل الذي تفر منه وتهرب من خلاله من النار طريق الاستغفار ..
من استغفر للمؤمنين والمؤمنات ... عن عبادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:" من استغفر للمؤمنين و للمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة ." إلى من تعلقت قلوبهم بجمع الحسنات إلى من أراد تثقيل الموازين إلى من قلت حسناته فهذا الاستغفار ..
استغفار الولدُ لأبيه ...
عن أبى هريرة قال: " ترفع للميت بعد موته درجته فيقول أي رب أي شيء هذه فيقال لولدك استغفر لك " وهذه رسالة إلى أهل البدع الذين يقيمون على المقابر ويقرؤون القرآن للميت ظانين أنهم بذلك له نافعين وأنه بما يفعلون له مرحوم بل إنه مسئول فإن كان راضياً تحمل وزره فإلى هؤلاء ألا أخبركم بما هو أفضل وأنفع وأحسن ألا أخبركم بما جاء في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم فاستغفروا لميتكم يرفع الله باستغفاركم له درجته . بل ودل النبي المصطفى أبناء الميتين على طرق ينتفع من ورائها الميت وهذه أحاديث من هذه الإرشادات النبويه . عن أبى هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا مات العبد انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". عن ابن عباس، أن رجلاً قال: يا رسول الله! إن أمي توفيت ولم توص، أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال: "نعم".
هذه ثمار الاستغفار فماذا أنت صانع؟ أريد أن أتكلم إليك ، أريد أن أحدثك ، أريد أن أسألك ... كم عمرك ؟ ماذا ستقول لربك على هذه السنوات ؟ ما حالك أمام الميزان ، ما حالك على الصراط . أخبرني بربك ..ماذا ستقول لله جل وعلا عند اللقاء الموعود ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة ." تمرة فماذا تقول عند اللقاء ؟ ماذا تقول ؟
حبيبي في الله أنا أكلمك الآن مكالمة من القلب وناصحك بالود لأني لا أعرفك ، ولا أريد منك أجر ، وإنما أريد قدر الإمكان أن نذهب معاً إلى الجنة . فأريد أن أسألك ..ماذا تصنع في حياتك ؟ حياتك التي أنعم الله بها عليك لتتزود منها ما جعله الله بها من طرق لجمع الحسنات حياتك التي جعلها الله تبارك وتعالى لك فرصة تقدر فيها على العودة والأوبة والتوبة حياتك التي لما فقد غيرك حياته تمنى على الله أن يعيده إلى الدنيا ويعيد حياته إليه لعله يستغلها مرة أخرى قال الله تبارك وتعالى :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) ." فأنا أقول لك اليوم متسائلا ..أتريد أن تكون من هؤلاء ؟ إذا كان الجواب لا كما يصح عن كل عاقل ، فأين أنت ؟ وما نمط حياتك ؟ فإلى قلبك هذه رسالة من أخ يحبك في الله ... استثمر حياتك وتمسك بالفرصة وأجب داعي الله وكن مع الله واعمل لدينه واعمل لأخراك حتى لا تتحسر كما تحسر هؤلاء . جاء رجل إلى سفيان الثوري فقال له : يا سفيان : أريد أن تصرف لي دواءاً لمرض قلبي فقال له سفيان :" عليك بعروق الإخلاص وورق الصبر وعصير التواضع وضع كل هذا في إناء التقوى وصب عليه ماء الخشية وأوقد عليه نار الحزن على المعصية وصفّه بمصفاة المراقبة وتناوله بكأس الصدق واشربه في كأس الاستغفار وتمضمض بالورع وابعد عن الحرص والطمع تشفى من مرضك بإذن الله " . وإياك أخي ..أن يضحك عليك الضحك الأكبر بأن تخدعك الدنيا ومعها غرور الشيطان فيأخذانك إلى النار والعياذ بالله . واغنم من الدنيا ما جعله الله فيها لتتزود منه ويثقل لك ميزانك بفضل الله وأنذرك وأن تأمن الله في الدنيا فإنه من أمن الله في دنياه خوفه الله في أخراه وازهد في الدنيا وفيما عند الناس . قيل لابن المبارك رحمه الله : ما خير ما أُعْطيَ الرجل ؟ قال : غريزة عقل قيل : فإن لم تكن ؟ قال : أدبٌ حَسَنْ قيل: فإن لم يكنْ ؟ قال : أخٌ يستشيره قيل : فإن لم يكن؟ قال : صمتٌ طويل قيل : فإن لم يكن ؟ قال : موتٌ عاجلْ .
| |
|