فرحة الإفراج عن الأسيرات... ومعان أخرى

الكاتب خالد معالي

فرحة الإفراج عن الأسيرات العشرين عمت ربوع وأرجاء فلسطين. كانت الفرحة أشد واقوي عند أهالي الأسيرات ولكل من ذاق طعم السجن ومرارة القهر وفقدان الحرية والذي طال تقريبا كل فلسطيني. من فرحة الإفراج خرجت معاني تحرك الأقلام والأفكار، فهذه هي الأحداث تدفع بعضها بعضا كصيرورة تاريخية لا تتوقف.

آلاف الأسرى والأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال هم مغيبون قسرا وقهرا بأجسادهم الطاهرة القوية الشامخة، تأكل قضبان السجون من لحومهم على مدار الساعة، ومع ذلك يواصلون دورة الحياة بعزة وديمومة قل نظيرها لعيون فلسطين، لا يعبئون ولا ينكسرون رغم القيد والسجان، فالقيد لهم خلخال، والسجن خلوة وتفكر، والقتل شهادة، والمشتقة أرجوحة الأبطال.

أسرانا بثبات الواثق العالم يرسمون حدود الوطن المسلوب، قلوبهم تنبض بالحياة وتنثر الورد والرياحين بكل الاتجاهات... بمعاني المحبة ودروس حب الوطن كيف تكون. يحفرون أسمائهم على جدران زنزانة صخرية مقرورة الجدران لتنشق وينساب منها الماء السلسبيل. هم جوعى وعطشى لحرية فلسطين بأزقتها وشوارعها وحاراتها وبجبالها ووديانها وينابيعها. هم يعلمون أبناء فلسطين كيف يكون المسير طويل، والزاد قليل، والأعمال بخواتيمها، وقصيري النفس يتنحوا جانبا ليفسحوا الطريق.

أسيراتنا رمز العزة والطهارة يدفعن ضريبة الوطن المغلوب على أمره في زمن فقدت فيه نخوة وامعتصماه من حكام صاروا أشباه رجال ولا رجال، فآمنة منى وأحلام التميمي وعبير عمرو وقاهرة السعدي... يخطون للوطن طريق الحرية مع الأسرى الأبطال: حسن سلامة واحمد شكري ومروان البرغوثي وسعادات وسعيد العتبة وبدارنة والنتشة وعمار الزبن وعبد الله البرغوثي وعبد الناصر عطا الله ومحمد الشراتحة ويحيى السنوار وبشارات والشخشير ومحمد دخان ومجدي عجولي وزاهر جبارين... والقائمة تطول وتطول.

أيها الأسرى والأسيرات المفرج عنهن في صفقة العشرين أو من ينتظرن والذي نراه...آت ...آت... قريبا... قريبا، أيها الأبطال يا من تنوبون عن امة المليار ونصف سواء في سجن مجدو أو عسقلان أو النقب.....أنتم الأمل والفخر والحصن المنيع في الذود عن كرامة وشرف الأمة، وإنما هي لحظات صبر أقوى من الجدران والزنازين والأسلاك الشائكة، وأقوى من كل طواغيت الشر فالإفراج قريب وأول الغيث قطر.

أنتم الأسرى والأسيرات.. وجعنا ووجع كل غيور وشريف لا ينام على ضيم في الوطن المأسور، انتم وجع قلوبنا الذي ينقر في رؤوسنا أن لا تناموا على ضيم حرائركم من أخواتكم وأمهاتكم وبناتكم.

هاهي البسمة تعود لعشرين أسيرة وأهاليهن ولكل قوى الشعب الفلسطيني كافة مجسدة العودة للوحدة تضم الجميع نحو حرية الوطن وكنس الاحتلال. أريتم كيف معاناتكم وفرحة الإفراج عن عشرين أسيرة توحدنا وتلم شملنا، فلا تيأسوا فسوف تعود البسمة لوجوه البقية، ولوجوه الأمهات شوقاً ومحبة وتسري الدماء الجديدة في عروق الجميع.

أيها الأسرى.. ولا عذر لم تقاعس عن نصرتكم ومتابعتكم، نعلم انه تذوب زهرة شبابكم خلف الأسلاك، وتكتبون بالدم على جدران الزنازين، نقول لكم تفاءلوا بالخير تجدوه، فهناك في الخارج من لا ينامون لفك أسركم.

أنتم أيها الأسرى تعودون لتحريك المياه الراكدة ليخرج من بين حبيباتها وقطراتها الخير والبشائر والبركات بقرب توحد الجميع في بوتقة التخلص من الاحتلال، فلكم الصدارة متواصلة وان غيبتكم قضبان السجون قسرا وقهرا، وغدا لكم الصدارة عند الإفراج عنكم وتعم الفرحة كل الوطن في القدس والداخل والضفة والقطاع والدول العربية الشقيقة... ونحو الحرية أيضا بطرد احتلال من مختلف ربوع الوطن ظن انه بجبروته يملكه للأبد... ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا.

» الإفراج عن 23 معتقلا من مجموعة متهمة بخطف خمسة بريطانيين في بغداد
» إضراب في قطاع التعليم بالجزائر الشهر المقبل والتهديد بنقله لقطاعات أخرى