بسم الله الرحمن الرحيم
أختي المسلمة الفاضلة... أستحلفكي بالله أن تقرأي هذه الرسالة كاملةً وأن تعيها جيداً.
إن كنتِ ترتدين الملابس الضيِّقة ( كالجينز والباديهات ) ، أو الكاشفة ، فأرجو أن تجيبين على سؤالي : لماذا ترتدينها؟
هل من أجل جذب أنظار الشباب إليكِ ؟؟
أختي الفاضلة .. هل تعلمين أن الله عز وجل قد أمر هذا الشباب أن يَغُضُّوا أبصارهم ولا ينظرون إلى النساء ولا الفتيات؟؟! قال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم"
إذن .. كيف ترتدين هذه الملابس الجذابة والمثيرة لجذب أنظار الشباب إليكِ والله أمرهم ألاّ ينظروا ؟ هل تحاربين اللهَ تعالى ؟؟!! هل تستطيعين ذلك ؟؟!!
أختي .. إنّ هذه الملابس بحقٍ مثيرة ، ولكن هل تعرفين مثيرة لأي شئ؟
إنها مثيرة لشهوات الشباب الجنسية ، أي أنكِ تثيرين في الشاب قوة إذا تملكت منه أفقدته أكثر عقله ، فيرتكب من المعاصي ما لا يعلمه إلا الله وحده ، من زنى ، أو اغتصاب ، أو إدمان مشاهدة أفلام الجنس.. وأنتِ تتقاسمين معه ذنوبه دون أن تشعري، لأنكِ - وكل فتاةٍ ترتدي هذه الملابس – أعنتيهُ على معصية الله .
وهل تعرفين أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لعن من ترتدي هذه الملابس وأخبر أنها لا تدخل الجنة ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صنفان من أهل النار لم أرهما – أي في حياته - ... وذكر الصنف الثاني " ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا "
والسؤال : هل تصدقين الرسول ؟؟
بالتأكيد نعم ، إذن فيجب عليك أختاه أن تتركي هذه المعصية الخطيرة .
نعم أختاه ، إنها والله خطيرة جداً .. خطيرة عليكِ ، وخطيرة على المسلمين..
فهي خطيرة عليكِ أولاً : لأن فاعلة هذا الذنب لعنها النبي ، والنبي لا يلعن على معصية إلا أن تكون من الكبائر.
وخطيرة عليكِ ثانياً : لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال : " كل أمتي معافى إلا المجاهرون – أي بالمعاصي ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجلُ بالليلِ عملاً ثم يصبح وقد ستره الله ، فيقول : يافلان عملتُ البارحة كذا وكذا.." رواه مسلم.
فهذا حال من فعل المعصية بعيداً عن أعين الناس ثم يصبح يحدثهم عنها ، فما بالكِ بمن فعل هذه المعصية ليل نهار أمام أعين الناس والناس يرونها، أليس ذلك أشد؟؟!
فكل عاصي قد يعفو الله عنه يوم القيامة إلا من يجاهر بمعصيته أو يفعلها أمام الناس، فانظري إلى حالكِ أختاه ،أنتِ تسيرين في الشارع وتذهبين إلى الجامعة بهذه الملابس ،وكثير من الشباب ينظرون إليكِ يتفحصون جسدكِ ، وهذا مجاهرة بالمعصية ، فياأختي الكريمة .. ألا تخافين أن لا يعفو الله عنكِ؟؟!
وخطيرة عليكِ ثالثاً : لأن كل شابٍ ينظر إليكِ يكسب ذنوباً ، وأنتِ أيضاً تحملين مثل ذنوبه دون أن تشعرين .. قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا " رواه مسلم .
فأنتِ تدعين كل شابٍ – بملابسكِ هذه – تدعيه إلى النظر إليكِ وفعل ما نهاه الله عنه.. وهذه دعوة إلى ضلالة ، ... ثم تُفاجئين يوم القيامة بجبال من السيئات لا تعرفين عنها شيئاً ، فهل ستفرحين حينها ، كما كنتِ تفرحين في الدنيا بأن فلانا وفلانا نظروا إليكِ وأعجبهم جمالكِ؟؟؟؟!!
لا والله ياأختي إنّ هذا شئ لا يُفرح أبداً .
عليكِ الآن أن تفكري ، كم شاباً نظر إليكِ وكم شاباً سينظر إليكِ وستجدين أن الأمر سوف يكون صعباً جداً ولا يُطاق.
وخطيرة عليكِ رابعاً : لأن هذه الملابس ليست ملابس المسلمات ، ولكنها مستوردة من بيوت الأزياء الأوروبية والأمريكية ، وهذا تشبه بنساءهم ، نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه ، فقال :" من تشبه بقومٍ فهو منهم ".. فهل تريدين أن تكوني منهم أم منَّا ؟؟؟!!
وكذلك من التشبه الذي نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عنه ، التشبه بالرجل، فقال صلى الله عليه وسلم :" لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال ، ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ".
ومن التشبه بالرجال أن ترتدي المرأة أو الفتاة (البنطلون)..... فاحذريه أيتها الأخت الفاضلة ، فوالله إن فيه أشد الفتن.
** أما خطورة هذه الملابس على المسلمين ، فيكفي أن أقص عليكِ خبراً قرأته في بعض الصحف المصرية عنوانه الرئيسي " عامل يقتل طفلة بعد فشله في اغتصابها"
هل تعرفين لماذا حاول إغتصابها ؟
يقول هذا الشاب " ذهبت إلى العجمي (مصيف) في الصيف ، فرأيت أشياءً هناك لم أكن أن أراها في حياتي ، فقررت أن أغتصب فتاة حينما أرجع إلى مدينتي " إنتهى.
وبالطبع كلنا يعرف ماذا رأى هذا الشاب في مكانٍ مثل هذا .
أختاه أنتِ تعرفين جيداً أن أغلب الشباب اليوم لا يجد تكاليف الزواج ، وغض البصر يهون عليه الصبر ، فلا تدفعينه إلى النظر إليكِ بملابسكِ الضيِّقة ، كوني عوناً لإخوانكِ المسلمين على طاعة الله ، وإياكِ أن تكوني عوناً للشيطان في إغواء الشباب المسلم.
وأخيراً أيتها الأخت الكريمة ، إن كان الله تعالى أعطاكِ جملاً أو جسداً جميلاً فاعلمي تمام العلم أنه قادرٌ على أن يأخذه منكِ في أي لحظة ، فالحوادث كثيرة والأمراض أكثر ، واعلمي أن الموت أقرب إلينا من نعالنا .
أما عن صفة الزي الشرعي للمسلمة...فلا بد أن يتوفر فيه الآتي :
1- أن يكون فضفاضاً. 2- ألاَّ يكون شفافاً بحيث يُظهر ما تحته. 3- ألاّ يكون ثوب شهرة ، بمعنى ملفتاً للنظر ومخالفاً لعامة المحجبات.
وأكثر أهل العلم في عصرنا هذا قالوا بوجوب النقاب وذلك لانتشار الفساد، وكثرة الفسوق في عصرنا، ويتأكد ذلك إذا كانت جميلة يخشى الافتتان بها.
أختاه هذا حديث من القلب ، فأسألُ الله عز وجل أن تنتفعي به ، قومي الآن وانظري إلى السماء وعاهدي ربِكِ وقولي " يارب لن أرتدي هذه الملابس بعد اليوم أبداً من أجلك وحد"..... وسوف تجدين رباً عفواً غفوراً سبحانه وتعالى ، قال في كتابه :" إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً " [الفرقان : 70]
هل هناك كرمٌ مثل هذا الكرم أختاه؟!! إنَّ الله تعالى سوف يُبدِّل كل سيئةٍ كنتِ فعلتيها إلى حسنة، بعد أن تتوبي فوراً.
وقال أيضاً : " أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [المائدة : 74]
بلى ياربي ، إني أُشهدك أني أتوب إليك وأستغفرك ، سبحانك ما كان لمثلِك أن يُعصى ، ولا لمثلِي أن يعصاك ، يارب كم رأيتني أعصاك فأمهلتني ، وأنت القادر أن تهلكني.
وأبشري أختاه إن أنتِ فعلتِ ذلك ببشرى خير ... قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه".