دنيا الوطن
أقدمت مراهقتان نمساويتان على إضرام النار في غطاء رأس زميلة مسلمة لهما بينما كان فصلهن الدراسي يقوم برحلة عملية لمدينة غراتس، ثاني كبرى المدن النمساوية. وفي حين اختلفت الآراء حول دوافع الفتاتين، وحول ما إذا كان الحادث حالة شغب فردية بين التلاميذ أم جزءا من حملة مستعرة ضد الإسلام والمسلمين عموما، عملت إدارة المدرسة إلى توجيه تحذير كتابي للفتاتين مع تهديد بالعقاب إذا ما تكرر منهما سلوك عدائي من هذا النوع.
هارلد شميدت، الناطق باسم منظمة كاريتس النمساوية الخيرية التي تتبع لها مدرسة الطالبات المجني عليها والجانيتين، الذي كشف عن التحذير الكتابي، وصف الحادث بأنه فردي يعود لخلاف شخصي بين الطالبات الثلاث، نافيا وجود أسباب عنصرية أو دينية. وتابع أن المدرسة تضم طلابا وطالبات من أصول متعددة يدرسون جميعا دون تمييز وفي حالة اندماج كامل وإخاء. وكرر حرص إدارة المدرس على التصدي بوضوح ومكاشفة لكل حالة شغب أو اعتداء، لا تجاهلها وإخفائها تحت الطاولة..
ولكن، في المقابل، نددت ناطقة باسم منظمة للفتيات المسلمات بالحادث، وشددت على أن الفتاة كانت على وشك أن تتعرض لحريق كامل لولا لطف الله وإنقاذها بسرعة والنار مشتعلة في رأسها بعدما بدأت في التهام أطراف غطاء الرأس. واستهجنت ما أبدته إدارة المدرسة من محاولات للتقليل من عنف الحادث بمداراته وإظهاره كمجرد اختلاف بين زميلات يجمعهن فصل دراسي. معددة حالات كثيرة للتعدي على مسلمات والاستهزاء بغطاء رأسهن وأزيائهن ليس داخل أسوار المدارس فحسب بل وضمن برامج حزبية وندوات سياسية لسياسيين عنصريين يؤججون المشاعر ضد الإسلام، لا سيما إبان الحملات الانتخابية، مع أن الإسلام دين رسمي في النمسا منذ عام 1912.