محمد المشرف العام
عدد المساهمات : 1001 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 الموقع : alasaalah.ahlamontada.net
| موضوع: قراءة في العقل الاسرائيلي ...والواقع الفلسطيني الخميس أكتوبر 01, 2009 3:22 pm | |
| بقلم/ عزام المسلمي " إذا أردت أن تأمن مكر قوم فتعلم لغتهم " . تعرف اللغة على أنها نظام من الرموز المتفق عليها والتي تمثل المعاني المختلفة والتي تسير وفق قواعد معينة. والسؤال المطروح هنا " هل استطيع أن أأمن مكر الاسرائيليين إذا ما تعلمت لغتهم ؟ ... لقد عشنا مع الاسرائيليين قرابة الواحد والستين عاما منذ النكبة , عملنا معهم , أكلنا معهم وتعلمنا لغتهم , إلا أننا لم نأمن شرهم ولا مكرهم وما زلنا منذ النكبة ننتقل من هزيمة إلى هزيمة أكبر ومن شر إلى شر أكبر , فلماذا فشلنا نحن الفلسطينيين من أن نأمن مكر الاسرائيليين بالرغم من اتقاننا اللغة التي يتكلمون بها في حين أنهم نجحوا في أن يأمنوا مكرنا نحن الفلسطينيون ؟!!!
لقد فشلنا نحن الفلسطينيون من نأمن مكر الاسرائيليين بالرغم من تعلمنا لغتهم لأنهم يتكلمون عكس ما يبطنون , في حين أنهم نجحوا في أن يأمنوا مكرنا لأننا نتكلم عن ما نبطن . فلغة الكلام عند الاسرائيلي لا تعكس بالمطلق المكنون الداخلي عنده , وبالتالي إذا أخدنا بكلام الاسرائيلي سنفاجأ بالعكس على الواقع . في حين نحن الفلسطينيين نتكلم دائما وبكثرة عن ما نخفيه في باطننا والاسرائيلي يستمع وبكل لهفة لما نتكلم لأنه يدرك أننا نتكلم عن ما نكنه في باطننا , وبالتالي يستطيع أن يرسم خارطة مستقبل صراعه معنا كما يريده هو , ونجد أنفسنا نحن الفلسطينيين نسير ضمن خطوط هذه الخريطة .
تعرف السياسة " بانها فن الكذب " وهذا الفن هو ما يتقنه الاسرائيلي , حتى أنني أشك أن من وضع هذا المفهوم للسياسة هو اسرائيلي إن لم يكن ذلك فعلا . فالاسرائيليون ضالعون في السياسة فهم يملكون دائما القدرة على تحويل المسارات السياسية العالمية بحيث تخدم مصلحة الدولة الاسرائيلية العليا .
فمن يقرأ صفحات التاريخ يدرك كيف كانت جميع الاحداث التاريخية تصب جميعها في صالح الدولة الاسرائيلية على حساب قضية شعبنا الفلسطيني , وإن دورنا نحن الفلسطينيين في هذا التاريخ أن نسير مجبرين ضمن السطور التي خط كلماتها العقل الاسرائيلي المفكر .
إنني في هذه الكلمات لا أحاول أن أضخم من العقل الاسرائيلي ولا أحاول أن أعطي حجما للعقل الاسرائيلي أكبر من حجمه , بل أنني أحاول أن أكشف عن الفكر الحقيقي الذي يمتلكه العقل الاسرائيلي في إدارة العالم ومن ثم إدارة الصراع معنا نحن الفلسطينيين .
أنني في هذا المقال أحاول أن أقدم لشعبي الفلسطيني ولقيادتي الفلسطينية صورة تشريحية للعقل الاسرائيلي , وكيف يفكر هذا العقل , عسى أن نستفيد من هذه الصورة ونعيد حسابتنا في ادارة الصراع مع اسرائيل , وربما نصل يوما إلى أن نرسم خريطة المستقبل لهذا الصراع بحيث نلزم فيها اسرائيل أن تسير ضمن خطوطها حسب ما تقتضيه مصلحتنا الفلسطينية .
إن أهم المبادئ والمفاهيم التي تحكم العقل الاسرائيلي هو أن الدولة الاسرائيلية هي دولة حرب , غذاؤها وشرابها وهواؤها الحرب , فإن خرجت الدولة الاسرائيلية من حالة الحرب إلى حالة السلام فهي كالسمك الذي يخرج من الماء يموت . ومن يقدم السلام الى الدولة الاسرائيلية كأنه يقدم لها كوبا من السم .
إن أول رئيس عربي قدم السلام لإسرائيل هو الرئيس الراحل أنور السادات , ولأن العقلية الاسرائيلية تدرك أن هذا السلام يهدم أول وأهم ركن من أركان الدولة الاسرائيلية فقد كان مصير الرئيس السادات هو القتل .
إنني لا أعني بكلاماتي هذه أن من قتل الرئيس أنور السادات هو عميل اسرائيلي أو قد أخذ أمره من اسرائيل , بل كي نتبين كيف يؤثر علينا العقل الاسرائيل عن بعد بحيث يجعلنا نتخذ قرارات مصيرية تصب في نهايتها لصالح الدولة الاسرائيلية , فالعقل الاسرائيلي دائما يقرأ المستقبل في ضوء قراءته لمعطيات الحاضر.
كذلك ، لقد قدم الرئيس الراحل القائد أبو عمار السلام لإسرائيل ومع ذلك كان مصيره القتل , فلماذا قتل الرئيس أنور السادات ؟!!!... ولماذا قتل الرئيس أبو عمار ؟!!!
إن ثاني المبادئ التي تحكم العقلية الاسرائيلية هو أن الصديق لإسرائيل في العلن هو عدوها في باطن العقل الاسرائيلي , وأن عدو اسرائيل في العلن هو صديقا لها في باطن العقل الاسرائيلي .
إن اسرائيل تعتبر الرئيس أبو مازن صديقا لها في العلن , إلا أنها ل تنظر اليه في باطنها بأنه عدو لها وهي دائما تحاول إظهاره بمظهر الرجل الضعيف أمام شعبه , اما حركات المقاومة فهي عدوة إلى اسرائيل في العلن , إلا أن في باطن العقلية الاسرائيلية فهي صديقة لها , وأن اسرائيل تنظر إلى الاغتيلات التي تقوم بها في صفوف المقاومة كمن يقلم شجرة , الهدف من هذا التقليم هو التخلص من العود الغير المناسب من هذه الشجرة وحتى تبقى هذه الشجرة في المستوى المسموح به وضمن الحدود المسموح فيها .
إنني لا أعني في هذه الكلمات أن مقاومتنا الباسلة هي من صنع اسرائيل أو أن المقاومة تتعامل مع اسرائيل , بل أحاول أن أعرف الأخوة في المقاومة الباسلة كيف ينظر ويفكر العقل الاسرائيلي في هذه المقاومة , حتى تعيد المقاومة حساباتها في ادارة الصراع .
كما أنني لا أعني أن تسلم المقاومة سلاحها وأن تسلك الخيار السلمي مع اسرائيل لأن ذلك يعني دخول التيار المقاوم مع التيار المسالم في قفص السلام الذي وضعت أبعاده اسرئيل ومن ثم إغلاق باب القفص والاستفراد بالشعب الفلسطيني وقضيته .
ولا أعني أيضا أن نتخلى عن خيار السلام وكلنا نسلك خيار المقاومة , لأن ذلك يعني أيضا أن نعطي اسرائيل المبرر لكي تنهش في لحم أطفالنا ونساءنا وشبابنا وهذا ما تسعى إليه هذه الثعالب المتعطشة لرائحة الدماء .
إن المبدأ الثالث التي تقوم عليه العقلية الاسرائيلية في حالة الحرب هو أن النصر في أي حرب لا يكون من خلال تحقيق الهزيمة في صفوف جيش العدو الذي يواجهه , بل من خلال عدد القتلى في صفوف المدنيين وما تحققه هذه الحرب من خوف وارهاب في صفوف المدنيين . وحين نقلب صفحات التاريخ ندرك لماذا ارتكبت اسرائيل المذابح والمجازر في المدنيين في صبرا وشاتيلا وغيرها بعد الانسحاب من بيروت , ولماذا ارتكبت المذابح والمجازر في صفوف المدنيين في حرب لبنان الأخيره , وفي حرب غزة الأخيره .
لقد تساءلت في الماضي لماذا يتخذ الجندي الاسرائيلي من الثعلب شعارا له , ولقد أدركت الان سبب ذلك , فالثعلب يظهر عكس ما يبطن وهو دائما في حالة حرب متعطش للدماء ولا أمان له !!!. فالعقلية الاسرائيلية هي عقلية ثعلب !!!. فكيف لنا نحن الفلسطينيين قيادة وشعبا أن نتعامل مع هذه العقلية وأن نواجه مكرها ونحمي أنفسنا من مخططاتها الهادفة إلى افتراس الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة .
إن سر قوة الثعلب يتمثل في مكره ودهائه وعلينا نحن الفلسطينيين أن نكون دائما حذيرين وان نتخذ دائما التدابير لأن لا نقع في شباكه .
إن اسرائيل تسعى إلى إطالة عمرها أطول فترة زمنية ممكنه لأنها تدرك أن نهايتها حتمية , وما علينا نحن الفلسطينيين إلا أن نحافظ على بقائنا على هذه الارض إلى حين أن يقترب نهاية دولة اسرائيل .
إن واقعنا الفلسطيني الآن هو أليم ومرير , ولو فكرنا لحظة إلى الاسباب التي أدت بنا إلى أن نصل إلى هذه المرحلة من الانقسام والضعف لأدركنا أن من كان وراء ذلك تلك الشراك التي وضعها العقل الاسرائيلي ليعيق مسيرتنا الفلسطينية .
فحين أجريت الانتخابات التشريعية الأخيرة في الاراضي الفلسطينية , كانت تدرك اسرائيل النجاح الحتمي لحركة حماس في الانتخابات , ولذلك سهلت اسرائيل مهمة الانتخابات في الاراضي الفلسطينية وذلك بالسماح لسكان القدس بالمشاركة بالانتخابات بعد أن أعلن الرئيس أبو مازن عن عدم أجراء الانتخابات في حال عدم مشاركة سكان القدس , وجاء قرار السماح لمشاركة سكان القدس في الانتخابات من قبل اسرائيل قبل وقت قصير جدا من بداية الحملة الانتخابية حتى لا يكون لدى فتح المدة الكافية لترتيب اوراقها . إن دخول حركة حماس في الانتخابات قد كان فخا أعدته اسرائيل لحماس وللشعب الفلسطيني .
إن اسرائيل تدرك جيدا أن التيار الذي يسعى الى تحقيق السلام مع اسرائيل والمتمثل في حركة فتح والرئيس أبو مازن إنما هو لا يقدم السلام لدولة اسرائيل بل يقدم لها كأسا من السم , لذلك فهي تعمد دائما إلى اظهار الرئيس أبو مازن على أنه رئيس ضعيف امام شعبه وأن نظريته في السلام هي خاطئة , فهي تعمد بزيادة الاستيطان في الضفة الغربية , والجدار والحواجز , كل ذلك من أجل اضعاف موقف الرئيس أبو مازن أمام شعبه , وعلى الشعب الفلسطيني أن يدرك جيدا هذه الحقيقة وأن لا ينساق مع الخدعة التي تروجها اسرائيل من خلال سياستها . لقد نجحت اسرائيل في الماضي في خداع شعبنا الفلسطيني واظهار الرئيس الراحل أبو عمار على أنه خائن وذلك بعد توقيع اتفاقية أوسلو , إلا أن الشعب قد ادرك بعد استشهاد القائد أبو عمار أنه كان مخطئ في حساباته .
تدرك اسرائيل جيدا أن الخطر الحقيقي في الشعب الفلسطيني يكمن في تحقيق التحام بين التيار المقاوم المتمثل في حماس وفصائل أخري , وبين التيار الذي يدعو إلى السلام والمتمثل في حركة فتح والرئيس أبو مازن . لذلك عمدت اسرائيل منذ سنيين إلى تحقيق وتعزير الانقسام بين هذين التيارين .
وعلى شعبنا الفلسطيني وقيادتنا الفلسطينية أن تدرك حقيقة هامة جدا يدركها الاسرائيليين جيدا أن التيار المقاوم المتمثل بحماس وفصائل المقاومة والتيار الذي يدعو إلى السلام مع اسرائيل والمتمثل في حركة فتح والرئيس أبو مازن هما وجهان لعملة واحدة , تفقد هذه العملة قيمتها إذا ما انشطر الوجهان .
فالمقاومة في وضعنا الفلسطيني يجب أن تقتصر على حالة الدفاع فقط وأن لا تنساق إلى خداع اسرائيل والذي تحاول استدراج المقاومة من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم . أنني أدعو فصائل المقاومة أن تبقى جاهزة وثابتة على الجبل , فإذا ما استدرج العدو بخداعه هذه المقاومة إلى أن تنزل من الجبل , سيحدث لنا ما حدث للمسلمين في غزوة أحد .
إن تحققت المصالحة ضمن هذه الشروط سيكون موقفنا في اللعبة ضد اسرائيل أقوي من قبل , وسنرى كيف ستستمر اسرائيل في اللعبة بعد ذلك .
أولا: تدعم جميع الفصائل الفلسطينية قيام الدولة الفلسطنية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف ثانيا : تأجيل موعد الإنتخابات التشريعية والرئاسية لمدة عامين ثالثا : تعترف حركة حماس بحكومة سلام فياض كحكومة شرعية للشعب الفلسطيني على أن يكون وزرائها من المستقلين وان تعرض على المجلس التشريعي للمصادقة عليها , كما وتلتزم هذه الحكومة بتطبيق خطتها المطروحة لبناء الدولة الفلسطينية خلال عامين ثالثا : تعلن الفصائل الفلسطنية بما فيها حركة حماس هدنة مع اسرائيل من طرف واحد لمدة ثلاث سنوات قابلة للتمديد , على أن تلتزم الدول العربية التى لها علاقات مع اسرائيل بالزام اسرائيل بهذه الهدنة رابعا: تتحفظ حماس في الوقت الحالي بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني خامسا: المفاوضات مع اسرائيل هي من صلاحيات منظمة التحرير الفلسطينية , وأي اتفاق يوقع بين المنظمة واسرائيل لا يعرض على المجلس التشريعي , بل يعرض ضمن استفتاء عام , تحترم جميع الفصائل نتائج هذا الاستفتاء
ماليزيا
| |
|