محمد المشرف العام
عدد المساهمات : 1001 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 الموقع : alasaalah.ahlamontada.net
| موضوع: دلالات وملاحظات في الصفقة الصغرى- تامر الشريف الخميس أكتوبر 01, 2009 3:16 pm | |
| بقلم/ تامر الشريف جاء الإعلان المفاجئ عن الصفقة الصغرى بين حركة حماس والاحتلال عبر الراعي المصري والوسيط الألماني والقاضي بالإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية مقابل معلومات جديدة تؤكد أن شاليط ما زال على قيد الحياة ليعيد ملف المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال إلى الواجهة مرة جديدة ، وليؤكد على وجود حراك حقيقي يدور في الخفاء وبعيدا عن وسائل الاعلام لانجاز الصفقة الكبرى خلال الأشهر القادمة . ومما لا شك فيه أن الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية يمثلن ثلث الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يعبر عن دلالات مهمة ينغي الوقوف عليها وهي:_ 1- نجحت حركة حماس في إدارة الحرب الإعلامية والنفسية حول مصير شاليط لمدة ثلاث سنوات ،وتجلى هذا النجاح بشكل ملفت بعد معركة الفرقان حيث صرح أكثر من مسئول في حماس بان الحركة تجهل حاليا الوضع الصحي لشاليط وبأن إمكانية إصابته أو قتله جراء القصف وارد ، وهذا ما أربكهم بشكل حقيقي خاصة مع عجز مخابراتهم وعملائهم في إعطاء معلومات حقيقية عن مصير شاليط. 2- تثبت الصفقة الصغرى بأن دولة الاحتلال لا تريد دفع ثمن كبير وتفرج عن كافة الأسرى الموجودين في القائمة قبل معرفة المصير الحقيقي لشاليط حتى لا تتكرر تجرتها مع حزب الله ، حيث أنها ظلت تجهل مصير جندييها حتى اللحظة الأخيرة وهي بذلك تحاول الاستفادة من تجربة سابقة ولا تقع في حرج مع جمهورها وأحزابها التي وصفت الثمن مقابل الأشلاء أو الجثث باللامنطقي . 3- يعكس حرص حماس واشتراطها أن يكون المفرج عنهن من كافة الفصائل الفلسطينية ومن فتح مسئولية وطنية ودينية تحلت بها الحركة رغم حالة الاضطهاد والتنكيل بحق أبنائها وكوادرها في الضفة المحتلة على يد الأجهزة الأمنية ، ومنهم أسرى محررون من سجون الاحتلال، وهي رسالة تحمل معان هامة تطرق أبواب الحريصين على المصلحة الوطنية وإنهاء الانقسام وتدعو لإيقاف الحرب على الحركة في الضفة . 4- لم ترغب حماس على مايبدو في تكريس مفهوم الانتقائية الفصائلية للأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال كما حدث ضمن مبادرات سابقة مع دولة الاحتلال، هذا المبدأ الذي كرسته حركة فتح من خلال الدفعتين الأخيرتين اللتين لم تشتملتا على أي أسير من حركة حماس ، وقد أرادت الحركة بهذا التنوع التأكيد على أن قضية الأسرى لا تقبل المحاصصة والأنانية والابتزاز. 5- يدلل التنوع الجغرافي للأسيرات على حرص كبير من حماس لاستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام و وهو تنوع مقصود يؤكد دعوة المصالحة التي جاءت في خطاب مشعل الأخير وحديثه عن رغبة حقيقية وصادقة من حماس للمصالحة . 6- أرادت حماس أن تلغي مبادارات حسن النوايا المقدمة للفلسطينيين من قبل اسرائيل مقابل تنازلات سياسية ، وأرادت أن تثبت أن الفلسطينيين يستطيعون أن يفرضوا رؤيتهم ويقرروا ما يريدون دون اعتبار للأجندة الاسرائيلية أو رضوخ للاملاءات مدفوعة الثمن فلسطينيا. 7- أثبتت حماس قوة صبرها و ثبات موقفها القاضي بعدم إعطاء العدو أي معلومة عن مصير شاليط دون دفع الثمن رغم الضغوطات الكبيرة التي واجهتها على مدار 3 سنوات، واستطاعت القول أن العدو الذي يمارس الابتزاز والضغط يمكن أن يرضخ ويدفع الثمن الذي حاول دوما التنصل منه بصلفه وغطرسته. 8- إن الحرص الكبير من قادة العدو على معرفة مصير شاليط قبل الإقدام على تنفيذ الصفقة يدلل بما لا يدع مجالا للشك على الفشل الاستخبارتي وقصور حرب المعلومات الموجهة ضد القطاع ، وعدم جدوى تجنيد العملاء وشن عدوانين وفرض الحصار واعتقال من قالت أنهم قد شاركوا في اسر شاليط ، وعلى الجانب الاخر برهان على القوة الأمنية التي تتمتع بها حماس وإدارتها للمعركة بنجاح فائق أذهل العدو. 9- يبدو أن دخول الوسيط الألماني الذي شارك في صفقات سابقة بين دولة الاحتلال وحزب الله قد أثر بشكل كبير في انجاز الخطوة الأولى على طريق الصفقة الكبرى مما يدلل على أن الوسيط العربي لم يكن قادرا لوحده على تحريك هذا الملف بشكل أفضل إما لضعف أو قلة خبرة أو أمور أخرى !! 10- قبول دولة الاحتلال بهذه الصفقة الصغرى إنما هو ترويض مقصود للمجتمع الاسرائيلي الذي لن يستغرب بعد أشهر من تنفيذ الصفقة الكبرى وقد بات بحسب استطلاعات الرأي مهيئا لكل الاحتمالات . 11- إن الإفراج عن أسيرات فلسطينيات مقابل دقيقة تظهر مصير شاليط هو إحراج كبير لقيادة لسلطة في رام الله والتي لم تستطع الإفراج عن أسيرات من خلال ادعاء حسن النوايا المزعوم لها من قبل دولة الاحتلال ، وهي لم تكن تملك المطالبة بالإفراج عن أي أسير تريده حيث يترك الأمر للعدو، وهذه المرة الأولى التي يختار الفلسطينيون أسماء بعينها .
| |
|