علينا أن نعترف - أننا معسكر السلام- هزمنا!!

الكاتب سلطان الحطاب

في إسرائيل وعبر العالم العربي.. لا بد من الاعتراف ان معسكر السلام الذي استثمر الكثير من الوقت والجهد والسمعة لتحقيق السلام يقف أمام واقع كسير طويلا على أمل أن يصل الترياق، لكنه أفطر على بصلة هي كل ما جاءت به تصريحات نتنياهو الذي هزم أوباما وأرسله مرة أخرى ليبحث عن مقاولين للعمل في الورشة الإيرانية.. بديلا للعطالة المتفشية في قضية الشرق الأوسط..

لم نكن نعتقد قبل لقاء الثلاثة أوباما وعباس ونتنياهو أن الاخير سيبقى موقفه من الاستيطان. كنا نعتقد أن نتنياهو سيصغر وينكمش ويهز رأسه بالموافقة على مطالب أوباما إلى أن رأيناه يخرج وقد أخذ ما يريد وإختصر معادلة أوباما في الاستيطان.. من المطالبة بوقف الاستيطان إلى المطالبة بضبط الاستيطان وما بينهما هو الفرق ما بين الثريا والثرى..

أين ذهبت قائمة مطالب أوباما من نتنياهو التي حضرها لها مستشاروه طوال أسبوع قبل اللقاء؟ ولماذا اختفى سؤال أوباما تماما والمتعلق بالاستيطان في القدس عن القائمة؟..

أين المطالب الصعبة الأمريكية من نتنياهو؟ ولماذا اختفت قبل اللقاء فجأة ومن كان السبب في إختفائها وما هي الزخم الكبير وحجمه الذي حركه نتنياهو في الولايات المتحدة من جانب اللوبيات وأنصار إسرائيل حتى في الإدارة الجديدة..؟ أين الثقل العربي والصوت العربي والتوظيف العربي الذي غاب فجأة عشية اللقاء؟ لقد ثبتت أن التأثير الإسرائيلي (قيادة اليمين الإسرائيلية) على الإدارة الأمريكية هي أكثر من تأثيرها في إسرائيل (على مختلف القوى السياسية الأخرى) وأن نتنياهو يستطيع أن يتفوق على خصومه الإسرائيليين ومنافسيه بانتصاره في السياسة الأمريكية وبقدرته على احتواء سياسة أوباما. فنتنياهو مقبوض في الإدارات الأمريكية أكثر مما هو في صناديق الإنتخابات الإسرائيلية وهذا ما جعل نتنياهو ومنذ فترة يراهن على قدرته على بطح أوباما وتوجيه ضربة قاضية لمواقفة التي إستهدفت الضغط على إسرائيل..

أوباما قد يكون وقع ضحية صمود وتعنت نتنياهو الذي راهن على الدوائر الأمريكية أكثر من رهانه على الإسرائيلية وإذا كان زعيم أمريكا لم يستطع وقف الإستيطان من حليف ظلت أمريكا تمده بكل أسباب القوة فكيف يمكن لأوباما هذا أن يقدر على كوريا الشمالية وإيران؟..

والسؤال ماذا ينتظر الفلسطينيون والعرب بعد كل ما انتظروه وما سمعوه من لغة جميلة لأوباما في إسطنبول والقاهرة ومن خلال المبعوث ميتشيل أصابتهم بالنشوة هل عليهم ملاحقة مثل هذه اللغة حتى تستنفذ مضامينها أمام تعنت اليمين الإسرائيلي أم عليهم أن يرحلوا آمالهم حتى نهاية حكم أوباما الذي ما زال في بدايته. نحن الذين صفقنا لأوباما كثيرا وراهنا عليه ورأينا في مواقفه الحرية وحقوق الإنسان وأخذنا الدفاع عن سيرته إلى الإثم حتى ظللنا بعد انتخابه نغض النظر عن عيوب إدارته وما ظلت تفعله في منطقتنا باعتبار أننا نستعمل معه عين الرضا ماذا علينا ان نفعل وقد اكتشفنا ضعفه وسذاجته مبكرا هل المهلة التي اعطيت له ليعلن قدراته في حل قضية الشرق الاوسط انتهت؟ وماذا عن التخديرات الجادة التي اطلقت والتي أعطت مهله عام او عام ونصف قبل وقوع الكارثة وان الوقت المستقطع للسلام لابد ان يثمر والا كانت الكارثة..

ولأن المكتوب الأمريكي يقرأ من عنوانه الذي قرأناه بعد القمة الثلاثية لنجد ان الاطراف ظلت ترواح مكانها وفسرت الماء بعد الجهد بالماء وكانوا في لقائهم كالقول وكأننا والماء من حولنا ..ناس جلوس حولهم ماء ما العمل واليمين الاسرائيلي يمضي في الغطرسة والقوة والاستيطان والاستيلاء على منازل المقدسيين ويرفض اي فرصة للسلام ويحتكم الى اصوات الناخبين اليمينيين ..في حين ينتظر العرب ان يبيض الديك .. وان ينبت الشعر في راحة اليد حين ينتظرون سلاما من نتنياهو وشلته من امثال ليبرمان..

alhattabsultan@gmail.com

عن الراي الاردنية

» قرية العقبة: عندما يحتفل من فقد السلام بيوم السلام !!!
» صور معسكر تدريب لصقور فتح في قطاع غزة
» صور معسكر تدريب لصقور فتح في قطاع غزة
» من فضائل الحبيب محمد علينا في رمضان
» قصة لوط عليه السلام