-32) التأثيرات على مستوى التربة :
* تعديل درجات حرارة التربة والتقليص من الفارق الحراري يؤدي إلى تحسين حركة الكائنات المجهرية داخل التربة وبالتالي تحسين في نسبة تحلل المواد العضوية.
* إن هذه الطبقات النباتية لها ثلاث مستويات للامتصاص وبالتالي هناك نوع من توازن المواد الكيميائية في هذه المستويات المختلفة من التربة.
-33) الفوائد السوسيو اقتصادية :
* تنويع الإنتاج بالمناطق الصحراوية يؤدي إلى الاكتفاء الذاتي الغذائي للسكان وبالتالي توفير مصاريف النقل من أماكن بعيدة.
* توزيع المحاصيل بالمزرعة يساهم في تخفيف الخسائر في حالة الكوارث الطبيعية والتقلبات المناخية والاقتصادية.
* استعمال أمثل للأرض واليد العاملة طيلة أيام السنة.
* تناسق هذه الطبقات النباتية الثلاثة يعطي منظرا طبيعيا رائعا وظروف عيش أكثر رفاهية وجمالا.
4- الشكل التطبيقي لهذا النظام الزراعي المقترح:
إذا أردنا إسقاط النظرية وتطبيق هذا النظام على الواقع وبلورته في شكل مزرعة نموذجية، آخذين بعين الاعتبار الوسائل التقنية الموجودة في الميدان الفلاحي، لخلصنا إلى صياغة وحدة انتاجية نموذجية تمثل الوحدة الأساسية المكونة لأي مشروع استثماري في الميدان الفلاحي بالمناطق الصحراوية.
تتكون هذه الوحدة الانتاجية من :
1) الزراعات الكبـرى
تتوسط المزرعة وتكون على شكل دائري نظرا لوسائل الري المتوفرة: المحور الرشاش. ويمكن زراعاتها بعدّة محاصيل حقلية مثل: قمح- شعير- علف- برسم- لفت سكري أو علفي- بطاطا- ذرّة- فول- حمص- شوفان – كاكاو.
ويجب أن نعتمد دورة زراعية معينة ونلتزم بها لتفادي السلبيات الزراعية مثل الأمراض، الأعشاب الضارة و نقص المرودية.
2) الأشجـار المثـمـرة
تتكون من قطعتين (جنتين) تحيطان بالمساحة الدائرية. وتتكون كل قطعة من المساحتين الجانبيتين اللتين تحيطان بالمساحة الدائرية المخصصة للزراعات الكبرى وشريط مستطيل عرضه شعاع الدائرة وطوله قطر الدائرة (أنظر الرسم رقم 2).
وفي هذه المساحة يمكن غراسة العنب، الزيتون الرمان، التين... وتكون طريقة الري قطرة قطرة للاقتصاد في كمية المياه المستعملة.
وحرصا لتنويع المحاصيل الزراعية بهذه الوحدة الانتاجية ارتأينا أن نقحم الزراعات البلاستيكية وتربية الماشية. ولأسباب فنية وتقنية ارتأينا أن نخصص المساحة الجانبية للدائرة للقيام بهذه الأنشطة.
فتكون المساحة موزعة كالآتي:
- جانبان مخصصان للزراعات البلاستيكية مثل الطماطم، الفلفل، القرع، البطيخ، الخيار، الفراولة، حيث نستعمل طريقة الري قطرة قطرة.
وهكذا تكون البيوت البلاستيكية محمية من الرياح (بالأشجار والنخيل) وفي الآن نفسه معرضة بصفة كليّة لأشعة الشمس.
- جانب ثالث مخصص للمخازن ومأوى للآلات الفلاحية.
- جانب رابع مخصص لزرائب الحيوانات مثل الأبقار، الأغنام والدجاج…
إذ أنّه في هذا الموقع تكون الظروف الحياتية أقل حدّة وأكثر ملائمة لمتطلباتها الفزريويجية: محمية من الرياح وأقل جفافا وحرارة وفي الآن نفسه قريبة من المساحة المخصصة للزراعات الكبرى والعلفية لسهولة الرعي وتنقل القطعان.
وبهذا نكون قد أقحمنا الانتاج الحيواني مع الانتاج النباتي، مستفدين بذلك من كلّ الفوائد الزراعية الناتجة عن هذه العلاقة التكاملية مثل توفير الغبار الطبيعي لتسميد الأرض واستغلال مخلفات المحاصيل لتغذية الحيوانات.
3) النـخيـل:
تتكون المساحة المخصصة للنخيل من شريطين مستطيلين يحيطان بالمساحة المخصصة للأشجار المثمرة ويكون عرض كل شريط: شعاع الدائرة. (رسم 2)
وبهذه الطريقة يكون هناك توازن بين المساحات المخصصة للأشجار والزرع والنخيل. فالآية ذكرت لفظ جنتين من أعناب (مثنى) والزرع والنخيل مفردين ونكرتين فارتأينا أن تكون المساحة المخصصة للأشجار هي الأهم مقارنة بالأصناف الأخرى وهناك تقارب في المساحة بين النخيل والزرع.
وحسب الشكل العام للوحدة الانتاجية فإن شعاع الدائرة المخصصة للزراعات هو الذي يحدد مساحة كل صنف من الأصناف.
مثال : قطر دائرة المحور الرشاش 800م، أي أن الشعاع: 400م، فتكون مساحة الدائرة 50 هـ ومساحة الأشجار المثمرة 78 هك، منها 14 هـ المساحة الجانبية للدائرة، ومساحة النخيل 64 هك، والمساحة الجملية 192. إذن نلاحظ أن هناك نوع من التوازن بين المساحات مع تفوق ملحوظ للأشجار بالنسبة للنخيل والزرع.
هكذا نكون قد حصلنا على وحدة انتاجية نموذجية، متكاملة الانتاج النباتي والحيواني، طبقاتها النباتية منسجمة ومتناسقة، مسخرين في ذلك "كل تطور علمي وتقني في الميدان الفلاحي.
(أنظر الرسم رقم 2)
<table style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="1%" bgColor=#e9e9e9 border=0><tr><td width="100%">
</TD></TR>
<tr><td width="100%">
الرسم رقم 2: الشكل العام للوحدة الانتاجية النموذجية
</TD></TR></TABLE>
5- ملامح المزارع النموذجية المنبثقة عن هذا النظام الزراعي:
1- المزارع النموذجية ذات الحجم الصغير : وهي المزارع التي تتكون من وحدة انتاجية نموذجية واحدة. في هذا النوع من المزارع يجب علينا أن نغير قليلا من شكل الوحدة ونجعل من النخيل يحف كلا الجنتين من كل الجوانب فوجب علينا أن نخفض قليلا من عرض شريط النخيل.
مثال: شعاع دائرة المحور الرشاش 400 م. (رسم رقم 3)
<table style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="28%" bgColor=#e9e9e9 border=0><tr><td width="100%">
</TD></TR>
<tr><td width="100%">
الرسم رقم 3: الشكل العام لمزرعة نموذجية صغرى
</TD></TR></TABLE>
مساحة الزرع : 50 هـ - مساحة الأشجار : 78 هـ
مساحة النخيل : 64 هـ. وتتكون المساحة المخصصة للنخيل من شريط عرضه 120 م تقريبا يلف كل المزرعة. إذن نلاحظ ان عرض الشريط قد أصبح 120 م بعد أن كان في الوحدة النموذجية 400م. إذن فهو نظام مرن حسب مساحة المشروع المزمع بعثه، المهم ان نحترم موقع الطبقات النباتية بعضها البعض والتناسب بين المساحات.
2- المزارع النموذجية ذات الحجم المتوسط : وهي المزارع التي تتكون من وحدتين نموذجيتين فأكثر. ولا يتجاوز عددها 15 وحدة لأن المزارع التي تظم 16 وحدة تنطوي تحت المزارع العملاقة التي سنتحدث عنها آنفا.
مثال: مزرعة نموذجية تتكون من 3 وحدات انتاجية نموذجية. (رسم رقم 4)
<table style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="28%" bgColor=#e9e9e9 border=0><tr><td width="100%">
</TD></TR>
<tr><td width="100%">
الرسم رقم 4: الشكل العام لمزرعة نموذجية متوسـطـة الحجم
</TD></TR></TABLE>
- مساحة الزرع: 50 x 3 = 150 هك .شعاع المحور الرشاش : 400 م
- مساحة الأشجار : 78 x 3 = 234 هك .عرض الشريط : 400 م
- مساحة النخيل: 64 x 3 = 192 هك. عرض الشريط : 220م تقريبا
1- المزارع النموذجية العملاقة :
تندرج هذه المزارع في إطار إحياء الأراضي على نطاق واسع وإنشاء القرى الفلاحية. وتتطلب رؤوس أموال طائلة إلا أن لها أهمية قصوى في مجال تعمير الأراضي والاكتفاء الذاتي الغذائي وكذلك امتصاص اليد العاملة التي تعاني من البطالة. وتتكون المزرعة النموذجية العملاقة من 16 وحدة إنتاجية نموذجية فأكثر.
وفي صياغة هذه القرى الفلاحية علينا أن نراعي المبادئ العامة للنظام الزراعي المعتمد وفي الآن نفسه علينا ان نقحم عاملا جديدا ذات أهمية قصوى وهو عامل الإنسان وتهيئة ظروف عيشه، فلا بد إذن من إدخال حي سكني تتوفر فيه المقومات الأساسية للحياة العادية لأي إنسان. كما يمكن أن تضم هذه القرى الفلاحية مجموعة من المصانع لتعبئة وتعليب الـمنتجات الفلاحية كمصانع التمور ومراكز تجميع الحليب ومحطات خزن وتبريد. ويكون الشكل العام للقرية الفلاحية كما يلي:
الحي السكني يكون متمركزا في وسط القرية ويحيط به حزام من النخيل ثم من الأشجار المثمرة ثم تأتي بعد ذلك المساحة المخصصة للزراعات الكبرى ثم من جديد حزام من الأشجار المثمرة وأخيرا تأتي مساحة النخيل لتلف كل القرية. وبهذا نكون قد حققنا فوائد عدة.
- لقد حافظنا على المبادئ العامة للنظام الزراعي المتبع : فالزراعات محاطة بالأشجار من الجانبين وهذه الأخيرة محاطة أيضا بالنخيل من الجانبين.
- المنطقة السكنية بحكم موقعها، تمتاز بظروف مناخية أقل حدّة فهي محمية من الرياح وخاصة الرياح الرملية، والجو أكثر لطفا بسبب الطبقات النباتية التي تحيط بها.
- بالنسبة للمساحة المخصصة لكل نوع من المنتوجات فهي أيضا متوازنة ولا توجد أي صعوبة في حساب الأبعاد والقياسات : فحزام الأشجار المثمرة والنخيل يكون عرضه مساويا لشعاع الدائرة التي تكون الوحدة الإنتاجية النموذجية المستعملة.
- ولمزيد من الإيضاح، لنفترض قرية فلاحية تتكون من 16 وحدة انتاجية نموذجية.
وتكون القرية الفلاحية على شكل مربع يتكون ضلعه من 5 وحدات إنتاجية ويتمركز الحي السكني في وسط ذلك المربع وتكون مساحته حسب هذا التصميم ثلث مساحة للوحدة الإنتاجية المستعملة
<table style="BORDER-COLLAPSE: collapse" borderColor=#111111 cellSpacing=0 cellPadding=0 width="28%" bgColor=#e9e9e9 border=0><tr><td width="100%">
</TD></TR>
<tr><td width="100%">
الرسم رقم 5: مزرعة نموذجية عملاقة (قرية فلاحية)
</TD></TR></TABLE>
- مساحة المزرعة: 16 x مساحة (و.إ.ن) = 16 x 192 = 3072 هك