محمد المشرف العام
عدد المساهمات : 1001 تاريخ التسجيل : 23/07/2009 الموقع : alasaalah.ahlamontada.net
| موضوع: لا دولة بدون القدس و الحدود واللاجئين الإثنين سبتمبر 28, 2009 11:52 am | |
| الكتب د. هاني العقاد لا يبدو في الأفق نجاح لجهود الرئيس اوباما الرامية إلى إقناع الطرف الإسرائيلي بالكف عن لغة التحدي بالقول و العمل و وقف نهائي للاستيطان و البناء ضمن حدود الرابع من حزيران 67, و البدء بمفاوضات حقيقية تعالج كافة المسائل العالقة بين الطرفين و استكمال المفاوضات التي توقفت أبان الحرب المجرمة على غزة , و وصول حكومة التطرف الحالية للحكم .
و لعل لغة التحدي تجلت اليوم عندما عقب نتنياهو على خطاب الرئيس اوباما بالأمم المتحدة قائلا أن حكومته لن تعود إلى حدود العام 1967 و أضاف نتنياهو إلى صحيفة هآرتس الأسبوع الماضي أن كافة حكومات إسرائيل رفضت موضوع الانسحاب إلى حدود حزيران 67 و بالتالي فان حكومته الحالية لن تعود إلى حدود العام 67 ضمن أي تفاهمات و هذا يعني أن دولة فلسطينية كاملة السيادة لن تكون للشعب الفلسطيني.
إن اعتبار نتنياهو أساس إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو يهودية دولة إسرائيل و اعتراف الدول العربية و الإسلامية و العالم بها شكل من أشكال السامية و اقرب إلى لغة الحرب منها إلى السلام و هي نوع من لغة القوة و لغة الهيمنة و التعالي على كافة دول منطقة الشرق الأوسط , و السلام من وجهة نظرة مجرد تفاهمات مع الفلسطينيين يمكن التوصل إليها عبر المفاوضات التي لامرجعية لها و غير مرتبطة بأي من أسس إنهاء الصراع.
اليوم أعلن الرئيس أبو مازن "إن حكومة نتنياهو الحالية هي مشكلة و لا أرضية للتفاوض معها" و هذه حقيقة هامة في إستراتيجية إدراك المقابل و إدراك نواياه الحقيقية مهما كان نوعها حتى التحاور بهدف الحل , فقد أدرك الرئيس الفلسطيني محمود عباس نية إسرائيل الحقيقية تجاه السلام و لهذا أراد أن يوضح الرؤية الفلسطينية الخاصة بالسلام خلال اللقاء الثلاثي ولم يكن الرئيس نفسه قانع بالحضور لهذا اللقاء قبل إعلان حكومة نتنياهو عن وقفها التام للاستيطان بما فيه النمو الطبيعي إلا أن حضور هذا اللقاء كان له ما يبرره بالذات انه لا يريد أن يفتعل أزمة مع الإدارة الأمريكية و خاصة أن إدارة الرئيس اوباما ترغب بان يجري هذا اللقاء بهدف إذابة للجمود بين الطرفين و الأهم أن إدارة الرئيس اوباما مازلت تؤمن أن الاستيطان من أهم عقبات السلام في المنطقة ,و بالتالي يجب أن بتوقف نهائيا و هذه ايجابية في التعامل مع الإدارة الأمريكية الحالية. إن الدولة التي يتحدث عنها الأمريكان مختلفة بعض الشيء عن الدولة الفلسطينية التي يتحدث عنها الإسرائيليون و مختلفة تماما عما يطمح إليه الفلسطينيين , لان رؤية الإسرائيليين للدولة ليست كاملة السيادة و لا تتضمن القدس كعاصمة , و ليست لها حرية الاستقلال التام و لا معابر كاملة الحرية ولا مطارات ولا موانئ مستقلة و حرة , و الأهم إنها غير قائمة على حدود عام 1967 بالكامل و التي اجمع عليها الفلسطينيين على أن تكون الحدود النهائية و المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.
يعتقد الساسة الإسرائيليون و بعض من المحللين المحسوبين على القوي الغربية و إسرائيل إن السلام يمكن أن يتحقق بمجرد إقامة دولة فلسطينية بلا حدود و بلا عودة للمهجرين و النازحين واللاجئين إلى ديارهم و قراهم و مدنهم التي طردوا منها ,ويعتقدوا أن الصراع يمكن أن ينتهي ا في الشرق الأوسط أذا ما توفر العيش للفلسطينيين بغض النظر عن الخوض في حل معظم مسائل الصراع كاللاجئين و المياه و الحدود و بالتالي العاصمة, لكن هذا الاعتقاد خاطئ فان الدولة الفلسطينية وحدها بالمنظور الإسرائيلي لن تنهي الصراع و لن تخلق و تجلب الأمن و الاستقرار لإسرائيل ,و لن يكتمل معها التطبيع , لان باقي القضايا الأساسية لم تحل و من هنا نؤمن أن القدس و الحدود و اللاجئين و الأمن و المياه هي من القضايا التي تؤكد فلسطينية الدولة و عدالة إنهاء الصراع المرتكز على العدل الكامل ,و الاقتناع التام من قبل قوي الاحتلال بالتخلي عن أسلوب القمع و القوة في التعامل مع قضايا المنطقة و التعبير عن ذلك بالعيش في سلام مع كافة شعوب المنطقة العربية و الكف عن التسلح الخطير و التمييز بامتلاك أسلحة تدميريه شاملة تهدد الأمن و السلم العربي بالكامل . الحقيقية التي يجب أن تتعامل الإدارة الأمريكية مع معطياتها أن الحكومة الحالية بإسرائيل هي حكومة مشكلة و حكومة لا تتيح للفلسطينيين أي طريق للتحاور الحقيقي ولا للمجموع العربي التعبير عن إرادته الحقيقية بالسلام و إنهاء الصراع بالكامل و على هذا فان الإدارة الأمريكية مطالبة الآن بلعب دور أكثر صرامة مع حكومة إسرائيل و إقناعها أن السلام لن يتحقق إلا على قاعدة بحث كافة القضايا الأساسية و اعتبارها أساس تحقق السلام الشامل و القبول بتنفيذ القرارات لدولية الصادرة بشأنها .
أما إذا ما لجأت الإدارة الأمريكية إلى حل وسط لتتفاوض على أسس إنهاء الصراع باعتبار بعض من هذه الأسس تحتاج إلى مرحلة زمنه أخري لإمكانية وضع حلول لها كالحدود و اللاجئين فالصراع سيبقي قائما مادامت هذه القضايا عالقة و سيبقي التطبيع مع إسرائيل كما ترغب واشنطن محرما لان الصراع سوف يتخذ أشكالا أخري يهدد معها الأمن و السلم العربي بالإضافة إلى أن الحدود و اللاجئين و المياه هي أسس استمرار الدولة الفلسطينية و بقائها و تطورها و هما من الأمور الهامة التي تضع إسرائيل على مقياس الاختبار الحقيقي نحو رغبتها بالعيش في سلام مع كافة شعوب المنطقة.
Akkad_price@yahoo.com
| |
|